البرازيل تُلقي نظرة الوداع الأخيرة على بيليه

تاريخ النشر:
2023-01-03 22:51
جنازة بيليه من ملعب فيلا بيلميرو التابع لنادي سانتوس (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

تقدم الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الثلاثاء، الوداع الأخير لأسطورة كرة القدم البرازيلية والعالمية، بيليه، تحضيرًا لحضور الجنازة الرسمية.

وبعد إعلان الحداد الرسمي ثلاثة أيام، تحيّي البرازيل للمرة الأخيرة "الملك" بيليه الذي توفي الخميس عن عمر 82 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان.

وسافر لولا، الذي تولى منصبه رسمياً الأحد في حفل بدأ بدقيقة صمت تكريماً لبيليه، إلى مدينة سانتوس جنوب شرق البلاد "لتقديم احترامه وتكريمه (لبيليه)"؛ حيث تختتم الجنازة المفتوحة التي أُقيمت على مدار 24 ساعة.

وبدا التأثر واضحا على لولا الذي وقف وزوجته السيدة الأولى روسانجيلا "جانجا" دا سيلفا أمام نعش بيليه، واحتضنا أرملته وأفراد أسرته داخل ملعب فيلا بيلميرو، موطن نادي بيليه القديم، سانتوس.

وقام الآلاف من المشجعين وكبار الشخصيات الكروية، في مقدمهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو، في إلقاء النظرة الأخيرة على نعش بيليه في الملعب نفسه الذي أذهل فيه العالم في بداياته مع ناديه الأشهر سانتوس.

وقال إنفانتينو للصحافيين، الإثنين: "بيليه أبدي. إنه رمز عالمي لكرة القدم"، مضيفاً أن الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" سيطلب من جميع الدول الأعضاء تسمية أحد الملاعب لديها باسم البرازيلي تكريماً له.

وكشفت كاتيا كروس، البالغة من العمر 58 عامًا، وهي مشجعة قديمة لسانتوس، أنها وقفت في طابور لمدة أربع ساعات للوصول إلى "فيلا بيلميرو" في الساعة 1:30 مساءً لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش بيليه. وأشارت إلى أنّ "بيليه كان كل شيء. كان الملك. إنه يستحق هذا التكريم".

واستذكرت السيدة الراحل بيليه بأنه "شخص جيد جدًا ومتواضع"، وكان يوقع دائمًا على التذكارات التي يحضرها الأشخاص إلى منزله، حسب تعبيرها.

وقالت لفرانس برس: "كان متواضعا، تواضع لا يتمتع به لاعبو اليوم".

بدوره، أشار أنتونيو كارلوس بيريرا دا سيلفا، وهو فنان يبلغ من العمر 36 عامًا، إلى أنه وصل في منتصف الليل ليكون من بين أوائل الداخلين، عندما بدأت الجنازة المفتوحة صباح الإثنين.

وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "إذا قلت إنني لم أبكِ عندما مات، فسأكون كاذبا". وتابع: "بيليه علمنا الكثير. ليس فقط البرازيل، ولكن العالم كله".

الجميع يبكي رحيل بيليه

برز بيليه، واسمه الحقيقي، إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو، في بداياته في سن الـ15 عاماً، عندما خاض أولى تجاربه الاحترافية مع سانتوس.

تمكن من الفوز بلقب كأس العالم ثلاث مرات مع منتخب بلاده في أعوام 1958، 1962 و1970، وهو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي حقّق هذا الإنجاز.

وأظهر العالم بأسره تأثره في الظاهرة بيليه، وهذا ما ظهر جليًا لحظة وفاته، بعدما انهمرت رسائل التعزية من كل أصقاع العالم، من بينهم العديد من اللاعبين النجوم الحاليين والسابقين الذين ابدوا إعجابهم بـ"الملك" كلاعب.

وسافر العديد من نجوم الرياضة والسياسيين وكبار الشخصيات والمشجعين إلى سانتوس لحضور المراسم الأخيرة، رغم أنّ حلول رأس السنة في الفترة ذاتها، حال دون وصول الكثيرين.

وحمل رجال ارتدوا ملابس سوداء يتقدمهم إدينيو، نجل بيليه، نعش الأسطورة إلى الملعب صبيحة الإثنين.

نعش بيليه من ملعب نادي سانتوس

وبكت أرملة الأيقونة الراحل، مارسيا سيبيلي أوكي زوجته الثالثة، التي تزوجها في عام 2016، أمام نعشه المفتوح وهي تمد يدها لتلمس رأسه.

ولُفَّ النعش بأعلام سانتوس والبرازيل وأحيط بالزهور البيضاء، بما في ذلك أكاليل مقدمة من ريال مدريد الإسباني ونجم البرازيل الحالي نيمار الذي كان والده حاضراً.

والدة بيليه تلقي نظرة أخيرة على الأسطورة

وانهالت الإشادات من جميع أنحاء البرازيل. فيما رُفِع، في مقر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم في ريو دي جانيرو، ملصق عملاق عليه صورة بيليه يحمل كلمة "أبدي".

وعولج بيليه في الفترة الأخيرة من سرطان القولون قبل أن تتراجع حالته الصحية بعدما عانى من مشكلات في الكلى والقلب.

لكنه ظل نشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث كان يقدم دعمه لمنتخب البرازيل من سريره في المستشفى في ساو باولو خلال كأس العالم في قطر، وقدّم مواساته لمنتخب السيليساو الذي كان يُعد أحد أبرز المرشحين للقب قبل انطلاق المونديال، وذلك بعد الخروج من الدور ربع النهائي، قبل ثلاثة أسابيع من وفاته.

وسيمر موكب الجنازة عبر سانتوس إلى منزل والدة بيليه، سيليست أرانتيس البالغة من العمر 100 عام، والتي لا تزال على قيد الحياة على أن ينتهي في مقبرة سانتوس التذكارية، حيث ستقام الجنازة الأخيرة قبل دفن بيليه في ضريح خاص.

شارك: