البرازيل تتسلح بوفرة المواهب لتعويض غياب نيمار

تاريخ النشر:
2022-12-01 15:44
لاعبو البرازيل يحتفلون مع جمهورهم بالفوز على سويسرا في كأس العالم (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

تعول البرازيل على تعويض غياب نيمار دا سيلفا الذي تحيط المخاوف بشأن عدم تعافيه في الوقت المناسب لإكمال المشوار في كأس العالم قطر 2022، من خلال وفرة المواهب التي تمتلكها وتنوع الحلول الهجومي في الخط الأمامي، مع تماسك وصلابة في خط الدفاع.

عندما نتحدث عن البرازيل، يكون التركيز دائماً على القوة الهجومية بسبب القدرات الهائلة التي يتمتع بها "سيليساو" في هذه الناحية، لكن هناك أسساً هامة بقدر تسجيل الأهداف ومتمثلة بالخط الدفاعي الصلب الذي باستطاعته لعب دور أساسي في تحقيق حلم الفوز بلقب أول منذ 2002 وسادس في تاريخ البلاد.

بعد مباراتين في مستهل الرحلة الثانية والعشرين من أصل 22 نسخة، يبقى منتخب البرازيل نظيف الشباك والأهم من ذلك أنه حجز بطاقته إلى ثُمن النهائي دون أن يسمح لكل من صربيا (2-0) أو سويسرا (1-0) في التسديد على مرماه.

ما زالت البطولة في مطلعها ودائماً ما تسجل البرازيل بدايات قوية في النهائيات العالمية، وأبرز دليل أنها لم تذق طعم الهزيمة في مبارياتها الـ17 الأخيرة في دور المجموعات، لكن مشوارها انتهى عند ربع النهائي في 2006 و2010 و2018، وعند دور الأربعة عام 2014 على أرضها حين مُنيت بهزيمة مذلة تاريخية أمام الألمان 1-7.

أسس صلبة

لكن هذه المرّة الأسس صلبة أكثر من أي وقت مضى ليس بسبب وجود لاعبين قادرين على تعويض غياب نيمار، الذي تأكد ابتعاده عن مباراة الجولة الأخيرة الجمعة أمام الكاميرون لإصابة في الكاحل تعرض لها ضد صربيا، بل بسبب وجود خط خلفي يضم حارس ليفربول الإنجليزي أليسون بيكر، والمخضرمين تياغو سيلفا وماركينيوس، ولاعب وسط دفاعي من مستوى الخبير كاسيميرو.

بعد مباراة الجولة الثانية أمام سويسرا، أقر تيتي أن الفريق افتقد نيمار الذي سبق له أن عاش سيناريو مماثلاً في عام 2014 حين أصيب في ظهره خلال لقاء ربع النهائي ضد كولومبيا وغاب عن الهزيمة المذلة أمام الألمان.

ورأى كاسيميرو بعد تسجيله هدف الفوز على سويسرا أن الفريق الحالي أقوى من الذي خاض نهائيات 2014، موضحاً: "مضت ثمانية أعوام وهناك لاعبون جدد ولدينا خيارات أكبر".

وتابع لاعب ريال مدريد الإسباني السابق ومانشستر يونايتد الإنجليزي الحالي: "المدافعون باتوا أكثر خبرة. هذه مباراة أخرى بشباك نظيفة (ضد سويسرا) والأمر لا يتعلق بأليسون أو رباعي خط الدفاع، بل يبدأ الأمر من ريتشارليسون في المقدمة".

التألق الدفاعي للبرازيل لم يبدأ في مونديال قطر بل من تصفيات أمريكا الجنوبية التي خاضها رجال تيتي من دون أي هزيمة وبـ13 مباراة بشباك نظيفة من أصل 17، فيما اهتزت شباكهم 5 مرات فقط في كافة هذه التصفيات.

تفاهم مثالي

أثبت التاريخ أن الدفاع القوي هو مفتاح الفوز باللقب العالمي، ففي طريقها إلى دخول نادي الأبطال عام 2010، اهتزت شباك إسبانيا مرتين فقط في المباريات السبع، على غرار إيطاليا عام 2006 وفرنسا عام 1998، فيما توجت فرنسا باللقب قبل أربعة أعوام بتلقيها ستة في أكبر عدد أهداف بشباك فريق يتوج بطلاً منذ 1982.

ويلعب كاسيميرو دوراً محورياً في الحفاظ على التوازن في فريق برازيلي يعج بترسانة هجومية حتى بدون نيمار لدرجة أن نجم ليفربول، روبرتو فيرمينو، لم يجد له مكاناً في تشكيلة تيتي المستدعاة لخوض النهائيات.

بعد هدف الفوز على سويسرا، أشاد نيمار عبر تويتر بزميله كاسيميرو الذي فرض نفسه أفضل لاعب وسط في العالم لفترة طويلة جداً. ولدى سؤاله عمّا أدلى به نيمار، قال تيتي: "لا أعلق عادة على آراء الآخرين، لكن هذه المرة سأسمح لنفسي أن أقول إني متفق مع نيمار".

خلف كاسيميرو، هناك المخضرم تياغو سيلفا الذي ما زال يؤدي على أعلى المستويات رغم أعوامه الـ38، وصديقه من أيام سان جيرمان، ماركينيوس الذي يصغره بعشرة أعوام.

التفاهم بينهما على أعلى المستويات ويعرفان بعضهما عن غيب ليس بسبب وجودهما مع المنتخب وحسب بل بسبب الأعوام السبعة التي أمضياها معاً في سان جيرمان قبل أن يقرر تياغو سيلفا البحث عن تحدٍ جديد بألوان تشيلسي الإنجليزي عام 2010.

قبل أربعة أعوام، كان ماركينيوس مهمشاً إلى حد كبير في ظل وجود جواو ميراندا، لكن تيتي أدرك أهمية مدافع سان جيرمان الذي لعب دوراً مؤثراً جداً في إحراز "سيليساو" لقب كوبا أمريكا عام 2019 وفي وصوله إلى نصف النهائي العام الماضي.

وتطرق ماركينيوس إلى شراكته مع تياغو سيلفا، قائلاً: "من الرائع بالنسبة لي أن يكون بجانبي لاعب أعرفه جيداً. إنه لاعب رائع، شخص رائع، صديق رائع وأخ تعلمت منه الكثير".

شارك: