البحث جارٍ عن بطل لهذا الدوري!!
مطلوب بطل للدوري يا ولاد الحلال.
لا يشترط أن يكون أحد القطبين.
ولا تشترط المؤهلات أو الخبرات السابقة.
تخيل أن تقوم بطولة الدوري المصري الممتاز لكرة القدم بنشر هذا الإعلان في الصفحة الأولى من جريدة الأهرام المصرية العريقة !!.
في كل دوريات العالم.. تتصارع وتتنافس الأندية بشراسة ورغبة حقيقية من أجل الفوز وإحراز اللقب، وتعيش جماهير تلك الدوريات على وقع إثارة من البداية إلى النهاية ، مع حدوث تحولات دامية ودرامية في الصراع على القمة والتي تصل إلى مرحلة حبس الأنفاس حتى الموت مع نهايتها.
ولكن، هناك دوري يبحث منذ سنوات عن بطل ولا يشترط أن يكون جديرا بالتتويج، ألا وهو الدوري المصري، أعرق وأقدم وأشهر الدوريات العربية والأفريقية، هذا الدوري ومنذ سنوات فقد كل مقومات الإثارة والمنافسة، وباتت الأندية تتنافس في شيء واحد فقط وهو الهروب من القمة وبالتالي التنازل مع سبق الإصرار والترصد عن اللقب، وتتفن فيما بينها على إهداءه مغلفا بورق سلوفان لبعضها البعض.
إذا نظرنا إلى النسخة الحالية والتي تحمل الرقم "64" من عمر البطولة التي انطلقت في عام 1948، نجد أن جدول الترتيب وبعد مرور 10 جولات فقط بات يشبه إلى حد كبير البورصات المالية، حيث يصعد مؤشر فريق، ثم يفاجأ الجميع بانهيار حاد لأسهم هذا الفريق.
مع انطلاق النسخة الحالية تفاءل الجميع خيرا بمتابعة نسخة مختلفة تحمل نكهة الإثارة من الجولة الأولى، بعدما رصدنا انطلاقة مدوية لفريقين شعبيين كبيرين وهما الاتحاد السكندري "سيد البلد" وغزل المحلة الملقب بفريق "الفلاحين" وقد نافسا للقطبين الكبيرين الأهلي والزمالك على المركز الأول حيث وصل الأمر إلى الاحتكام لفارق الأهداف، وللمرة الأولى في تاريخ البطولة يتم الاحتكام للعب النظيف لتحديد المتصدر بين الاتحاد والأهلي وذلك بعد نهاية الجولة الخامسة، وخرجت إدارة نادي غزل المحلة تتباهي بالانتفاضة الكبرى لزعيم الفلاحين وراهنوا على كسر قاعدة الاحتكار الحمراء والبيضاء وإحراز اللقب .
وراهن الكثيرون على أن النسخة الحالية ستكون الأقوى والأشرس مع ظهور قوى جديدة إضافة إلى وجود فرق تمتلك القدرة على تغيير خريطة الطريق مثل فريق بيراميدز الذي يمتلك أغلى لاعبين في الدوري المصري وكلهم نجوم دولييون كانوا حتى الأمس القريب نجوم الشباك في الأهلي والزمالك.. مع ظهور قوى جديدة ممثلة في فريق فيوتشر.
ولكن مع مرور الوقت سقطت التوقعات، مع أول هزيمة للمحلة والاتحاد تراجعا في سباق القمة محتلين للمركزين الخامس والسادس على الترتيب بعدما نالت الهزيمة الأولى من المعنويات وانهار سقف الأحلام فوق الرؤوس، فيما واصل فريق بيراميدز مسلسله التقليدي بالظهور على مسرح المنافسة ثم الاختفاء ثم الظهور من جديد مكتفيا بالمناوشات على فترات .
وإذا سألت أي مشجع عن البطل المنتظر من سيكون.. الأهلي أم الزمالك؟ سيجيبك فورا قائلاً: " محدش عاوز الدوري!!".. نعم تلك الحقيقة، فإذا تعثر أحدهما شاركه غريمه التعثر في نفس الجولة، واللافت هو تكرار السيناريوهات في المواسم السابقة، حيث أن الزمالك والذي توج بطلا في آخر نسختين رغم أنفه بعدما تنازل الأهلي عن لقبه بطريقة تدعو للدهشة، في آخر نسختين كان الفارس الأحمر صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج، 43 لقبًا، يبدأ البطولة بمسلسل انتصارات ولكن في الأمتار الأخيرة يتعرض لسلسة كبوات ويهدي اللقب على طبق من ذهب لغريمه الأبيض الذي يجد نفسه فوق منصة التتويج بعد انطلاقة محبطة.
وكان البعض يبرر فقد الأهلي للبطولة التي يصفها جماهيره بالدوري الأحمر الملاكي، بسبب إجهاد لاعبيه لمشاركاتهم في عدد من البطولات المحلية والقارية وأنهم تفرغوا للتتويج بدوري الأبطال الأفريقي وكتابة تاريخ قياسي في بطولة كأس العالم للأندية، إلا أن تلك الشماعة تحطمت في النسخة الحالية، والغريب أن الزمالك الذي توج باللقب في النسخة الأخيرة بدون تدعيمات وبفعل حرمانه من القيد لفترتين، تراجعت نتائجه في النسخة الحالية رغم تدعيم الفريق الأبيض بأكثر من 10 صفقات. وسيظل الدوري المصري يبحث عن بطل يتوج رغم أنفه !!