الاحتجاجات تشتعل ضد التحكيم في المغرب رغم الإصلاحات
لم تنجح "الإصلاحات" التي أقدم عليها الاتحاد المغربي لكرة القدم، في وقف الجدل الذي يلاحق أداء الحكام ومستواهم خلال مباريات بطولتي الدوري والكأس المحليتين، بالرغم من تسليم رابطة الدوري مهمة الإشراف على لجنة التحكيم إلى الرابطة الدولية، وتغيير المسؤولين السابقين في لجنة التحكيم.
وأثارت مباراة اتحاد طنجة والوداد الرياضي، التي أقيمت بملعب ابن بطوطة، لحساب دور الـ 16 من منافسات كأس العرش، موجة انتقاد واسعة ضد الحكم داكي الرداد ومساعديه، بعد احتسابه أربع دقائق إضافية فوق الوقت بدل الضائع الذي أعلنه وحدده بـ6 دقائق، ما مكن الوداد من تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 10 بعد نهاية وقت المباراة الأصلي، عن طريق ضربة جزاء، قبل أن ينجح الوداد بعد ذلك، في انتزاع بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي بركلات الترجيح.
وانتقد هلال الطير، المدير الفني لنادي اتحاد طنجة حكام المواجهة، وقال في المؤتمر الإعلامي عقب اللقاء: "حققنا الفوز في الوقت الأصلي والوقت الإضافي من المباراة، وخلقنا فرصًا كثيرة للتسجيل، وسيطرنا طولًا وعرضًا، لكن الحكام كان لهم رأي آخر، لن أخوض في هذا السجال العقيم كثيرًا، لكن قرارات الحكم ومساعديه كانت مؤثرة على النتيجة، فخور بلاعبي فريقي، ومدينة طنجة يجب أن تفخر بفريقها وانضباط وروح لاعبيها".
وكشف الطير أن رئيس مجلس إدارة اتحاد طنجة قرر صرف منحة مالية للاعبيه رغم الإقصاء من الكأس، في إشارة منه إلى اعتبارهم الفائزين الحقيقيين بالمباراة، وتابع: "دخلنا المباراة مبكرًا وسجلنا هدفًا وكنا في طريقنا نحو التأهل لكن عوامل خارجية تدخلت، والوداد عجز عن إيجاد الحلول واعتمد على الكرات الطويلة، ولو امتدت المباراة لعشرة أيام أخرى لن يكون بمقدوره التسجيل علينا، بسبب تنظيمنا الدفاعي المحكم، إلى أن حدث ما حدث".
عودة المطالب بالاستعانة بحكام أجانب
وعجّت منصات التواصل الاجتماعي في الساعات القليلة الماضية، بتعليقات الجماهير المغربية، التي انتقدت بشكل كبير الحكم داكي الرداد، وذكرت بالكثير من الحالات الجدلية التي تسبب بها في مباريات سابقة قادها وكان الوداد طرفًا فيها.
وعادت مطالب الجماهير المغربية بتعيين حكام أجانب لتتصدر المشهد، بعد حملة سابقة أطلقتها صفحات أنصار ومشجعي أندية الدوري المغربي لكرة القدم على منصات مواقع التواصل الاجتماعي قبل عدة أسابيع، طالبت من خلالها الاتحاد المغربي باعتماد حكام أجانب في مباريات الموسم الرياضي الحالي المتبقية، في "هاشتاغ" عنوانه: "تحكيم أجنبي مطلب جماهيري".
لكن حدة الحملة خفتت بعد التغييرات التي أحدثها الاتحاد المغربي، بإعلانه حل مديرية التحكيم وتعويضها بلجنة فنية للتحكيم، وإسناد تبعيتها إلى الرابطة الدولية عوضًا عن تبعيتها المباشرة للمكتب التنفيذي للاتحاد.
لكن الجدل الذي صاحب الديربي الأخير بين الوداد والرجاء بخصوص أداء الحكم رضوان جيد، ثم مباراة أمس بين الوداد واتحاد طنجة في الكأس، جدد مطالب الجمهور بضرورة تعيين حكام أجانب، خاصة في المباريات المصيرية القادمة، التي ستحدد بطل الدوري وأصحاب المراكز المؤهلة إلى المنافسات الأفريقية والعربية، إلى جانب المباريات التي ستحدد مصير الناديين اللذين سيغادران إلى دوري الدرجة الثانية، على بعد 8 جولات عن إسدال الستار على منافسات الدوري المغربي.