الإدارة السيئة لفيتوريا تُحرج منتخب مصر أمام موزمبيق
بدأ منتخب مصر مشواره في بطولة كأس أمم أفريقيا بشكل مخيّب وتعادل بطعم الهزيمة أمام منتخب موزمبيق المتواضع بنتيجة 2-2 بعدما كان منتخب مصر متأخرًا (1-2) قبل الوقت بدل الضائع للمباراة.
منتخب مصر افتتح النتيجة بعد دقيقة و30 ثانية عن طريق مصطفى محمد؛ لكنه بدلاً من أن يستفيد بالبداية القوية لتدفعه نحو مزيدٍ من الأهداف والراحة، تراجع المستوى بشكل كبير وتقدمت موزمبيق في الشوط الثاني مبكرًا مرتين، قبل أن يحصل مصطفى محمد على ركلة جزاء حوّلها محمد صلاح إلى هدف التعادل في الرمق الأخير من المباراة؛ ليحفظ ماء وجه روي فيتوريا.
لكن البرتغالي فيتوريا أصبح هو المسؤول الأول عمّا حدث اليوم لأكثر من سبب.
ثغرات طريقة لعب منتخب مصر
على الورق، لعب منتخب مصر بطريقة 3-3-4؛ لكنه في الحقيقة يلعب 2-4-4 بجعل أحمد سيد زيزو يلعب كجناح مع دخول محمد صلاح إلى عمق الملعب.
بخلاف أن هذا ليس مركز محمد صلاح الأفضل لتوظيفه؛ لكن كما أسلفنا في تحليل سابق عقب مباراة سيراليون، فمنتخب مصر عندما يفقد الكرة في هذا الانتشار يكون عرضةً للخطر؛ لأن الأظهرة تكون في موقف واحد ضد واحد دون تغطية.
هذا تكرر في عدة مواقف، إذ كان محمد هاني ومحمد حمدي في موقف لاعب ضد لاعب كثيرًا بسبب تراخي زيزو وحمدي فتحي في العودة والتغطية خلف الأظهرة، حتى أن لعبة الهدف الأول لموزمبيق لم يجد محمد حمدي أي مساندة.
بالرجوع إلى الدقيقتين (17 و34) تحديدًا، ستتضح مدى رعونة زيزو وحمدي فتحي في الارتداد الدفاعي، فكان محمد هاني يجد معاناة في كل مرة يواجه فيها غيلدو مهاج موزمبيق وجهًا لوجه.
وديات دون فائدة خاضها منتخب مصر
في المباريات الماضية، لم يستقر روي فيتوريا قط على ثلاثي ثابت في وسط الملعب، وفي المباراة الأخيرة أمام تنزانيا اعتمد على مروان عطية وإمام عاشور واليوم لم يبدأ بهما.
طريقة اللعب تحتاج إلى استقرار لاعبي الوسط والانسجام معًا، خاصة أن لاعبًا مثل محمد النني لا يشارك مع أرسنال تقريبًا، وعندما يشارك مع منتخب مصر تشعر بأنه تائه في مركزه، ما بين مهام مركز رقم (6) أو مركز رقم (8).
تغييرات نمطية
فيتوريا لم يفطن إلى أن نقطة ضعف منتخب مصر سببها طريقة اللعب وليس سبب سوء العناصر؛ لذلك كانت تغييراته نمطية مركزًا بمركز.
أخرج محمد هاني ودفع بعمر كمال عبد الواحد مركزًا بمركز، ثم أدخل عمر مرموش بدلًا من محمود تريزيغيه مركزًا بمركز أيضًا، وإمام عاشور بدلًا من محمد النني، ثم قرر أن يدفع بمهاجم ثانٍ أحمد حسن كوكا إلى جانب مصطفى محمد ليستفيد من عرضيات عمر كمال ومحمد حمدي.
وكأن كل أفكار فيتوريا تتلخص في اللعب على العرضيات وحسب على أمل إحراز هدف بوضع اثنين مهاجمين، دون إصلاح الخلل الحقيقي في منظومة منتخب مصر لبناء اللعب والتحضير.
سوء مستوى محمد حمدي
3 أو أكثر من فرص موزمبيق جاءت بسبب سوء تغطية اللاعب محمد حمدي، فالفرصة الأولى جاءت في الدقيقة (17)، والثانية في الدقيقة (34)، والثالثة تسببت في الهدف الأول رغم أنه لم يجد المساندة.
محمد حمدي ومحمد هاني ظلمهما فيتوريا بغياب دعم الأجنحة الصريحة ذات المهام الدفاعية التي ترتد للدفاع، فلا زيزو كان يعود ولا حمدي فتحي، ومن المفترض أنهما يلعبان على الرواقين الأيسر والأيمن.
إجادة موزمبيق
بينما كانت تغييرات فيتوريا نمطية، تجب الإشادة بما قدّمه مدرب منتخب موزمبيق، خاصة في الشوط الثاني عندما لجأ إلى اللعب بـ3 مدافعين في الخلف؛ لأنه كشف ثغرة عدم وجود مساندة لظهيري منتخب مصر، فقرر تحرير الجناحين لديه للضغط أكثر وإرسال العرضيات.
مدرب موزمبيق كان يحتفظ بخدمات سيلسيو بالاجي، وهو أحد نجوم المنتخب، وأحد أسباب تأهله، ودفع به في الوقت المناسب، ونجح اللاعب في التسجيل بعد دخوله مباشرة.