الإخوة الأعداء.. أشقاء تحت رايات مختلفة!
كتبت الروائية البريطانية كونستانس سافيري رواية "الإخوة الأعداء" عام 1943، ولكنها لم تكن تدري بأن عنوان هذه الرواية سيصبح من بين أكثر العناوين المستعارة خلال عصرنا الحديث.
ولعل استعارة هذا العنوان في الإشارة إلى مباريات كرة القدم لم يكن أمراً خارج النص، إذ عرفت العديد من الساحات الخضراء وجود أشقاء في مواجهة تنافسية رائعة، خصوصا مع تطور عصر الاحتراف، فلم يكن مستغربا أن ترى شقيقين بلونين مختلفين في ذات البطولة.
لكن الغريب في الأمر هو أن ترى هؤلاء الأشقاء وقد تفرقا بين بلدين، حيث لم يكن لأحد أن يستوعب فكرة وجود الشقيقين بواتنيغ أو بوغبا وحتى كاهيل وفييري تحت راية بلدين مختلفين.
أول مواجهة في التاريخ
تقول كتب التاريخ إن أول شقيقين لعبا لمنتخبين مختلفين كانا جون وآرتشي جودال الذين ولدا لأبوين اسكتلنديين ولكنهما لم يلعبا أبداً للمنتخب الاسكتلندي، حيث ولد جون في إنجلترا ومثّل المنتخب الإنجليزي، بينما لعب شقيقه الأصغر آرتشي المولود في بلفاست للمنتخب الأيرلندي.
وعلى الرغم من أنهما لعبا لمنتخبين مختلفين، إلا أنهما كانا زميلين بنادي بريستون نورث إيند، الذي حمل لقب "الفريق الذي لا يقهر" بعدما فاز بثنائية الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد الإنجليزي بدون أي هزيمة موسم 1888-1889 قبل أن ينتقلا للعب لفترة طويلة مع نادي ديربي كاونتي!
مواجهة مونديالية
عندما انتقل الوالد برينس بواتنغ سينيور من غانا إلى ألمانيا عام 1981 من أجل الدراسة الجامعية، لم يكن ليتوقع بعد عقود زمنية، أن ولديه الشقيقين جيروم وكيفين، سيكونان خصمين في الملعب وتحت رايتين دوليتين مختلفتين!
بدأ كلا الشابين مسيرتهما مع هيرتا برلين الألماني، ولكن في عصر الاحتراف تفرقا كل لناديه، كيفين ارتدى أقمصة دورتموند، وشالكه، فيما لعب جيروم مع هامبورغ ثم بايرن ميونيخ، وقد تواجها بالفعل خلال تلك الفترة عدة مرات في الدوري الألماني.
ربما كان هذا عاديا، لكن في 23 يونيو/ حزيران 2010، لم يكن الأمر كذلك، إذ تواجهت ألمانيا مع غانا في دور المجموعات من بطولة كأس العالم، والعجيب أن جيروم كان يمثل ألمانيا، بينما احتفظ كيفين بقميص بلاده غانا ونافس تحت رايتها.
عائلة بوغبا
أما قصة عائلة بوغبا فهي مختلفة، إذ بدأ "الشهير" بول مشواره في فرنسا، لعب شقيقاه "التوأمان" فلورنتين وماثياس مع نادي سيلتا فيغو الإسباني، قبل أن يقررا تمثيل منتخب غينيا، ولكن الصغير بول واصل ألقه وارتدى قميص يوفنتوس الإيطالي حيث لفت أنظار الفرنسيين الذين استدعوه للمنتخب، ليحصل على قميص آخر غير الذي يرتديه شقيقاه، صحيح أنهم لم يلتقوا من قبل، لكن ربما تسنح الفرصة لمشاهدة هذه المواجهة الشيقة في إطار التحضيرات لبطولة كأس العالم قطر 2022.
لهجة واحدة وهوية مختلفة
تعتبر اللهجة الاسكتلندية إحدى اللهجات المستخدمة في بريطانيا، وتتميز بخصائص فريدة من نوعها تجعلها مختلفة كلياً عن اللغة الإنجليزية. ويبدو أن هذا الاختلاف والتنوع قد انتقل إلى عائلة بروان الاسكتلندية، حيث مارس الأشقاء الثلاثة جيم وجون وتوم كرة القدم وخاض كل منهم مسيرة مختلفة.
فعلى الرغم من ولادته في اسكتلندا، بدأ جيم مشواره الكروي في الولايات المتحدة الأمريكية وكان جزءاً من المنتخب الأمريكي الذي وصل إلى نصف نهائي كأس العالم 1930 وسجّل هدفاً في مباراة نصف النهائي أمام الأرجنتين، فيما مثّل شقيقه الأصغر جون منتخب اسكتلندا، ولم يحالف الحظ الشقيق الأصغر توم باللعب دولياً نظراً لاندلاع الحرب العالمية الثانية.
كاهيل وفييري
اشتهر النجم الأسترالي السابق تيم كاهيل برقصاته التقليدية احتفالاً بتسجيله الأهداف، والتي أخذ إلهامها من الرقص التقليدي في ساموا بلد والدته التي لعب لها شقيقه الأصغر كريس، بعدما مثّل منتخب ساموا بتصفيات كأس العالم جنوب إفريقيا 2010.
وفي ذات المنتخب الأسترالي، كان ماكس فييري أحد الذين ساهموا بفوز "سوكيروز" بكأس أوقيانوسيا عام 2004، ولكن شهرته لم تصل أبدا لما وصل إليه شقيقه الأكبر كريستيان الذي مثّل المنتخب الإيطالي مرتين في كأس العالم وحقق العديد من الألقاب والإنجازات في الملاعب الأوروبية.
في نفس المركز
وبعيدا عن المنافسات الرسمية، شاءت الصدف أن يوجد الشقيقان ستيف وبارفيه مانداندا خلال المباراة الودية التي جمعت فرنسا "الرديف" ومنتخب الكونغو الديمقراطية. شارك حارس المرمى الشهير ستيف مع المنتخب الفرنسي في الحصة الأولى قبل أن يترك مكانه بين الشوطين، في حين كان شقيقه حارس المرمى الآخر يشارك مع الكونغو في الشوط الثاني.