الأهلي ومنتخب مصر.. متلازمة مستمرة وشيفرة صعبة الحل
ظهرت متلازمة ارتباط مستوى النادي الأهلي المصري مع منتخب مصر مرة أخرى في الفترة الأخيرة، بعد تراجع مستوى كليهما بشكل واضح؛ إذ خسر "المارد الأحمر" لقب دوري أبطال أفريقيا، في حين فشل "الفراعنة" في الوصول إلى مونديال قطر 2022 لصالح السنغال، بعد خسارتهم لقب كأس الأمم الأفريقية 2021 أمام نفس الخصم.
فكرة تأثر المنتخب المصري بمستويات النادي الأهلي ظهرت منذ عدة سنوات، خاصة بعد الفترة الذهبية التي عاشها كلا الطرفين في بداية الألفية الجديدة، وبدأت الفكرة في الوضوح مع مرور السنوات، إذ كان سيصبح الطرفان أقوى معاً، وتبدأ معاناتهما سوياً.
متلازمة النجاح بين الأهلي المصري ومنتخب مصر
شهد النادي الأهلي فترة من أفضل فترات تألق فريقه سواء على المستوى المحلي أو الأفريقي وحتى العالمي، في بداية الألفية الثالثة، لا سيما في الفترة بين 2004 و2011، حين تمكن المدرب البرتغالي "مانويل جوزيه" من قيادة "الأحمر" لتحقيق نجاحات كبيرة، في مقدمتها ثلاثية دوري الأبطال 2005 و2006 و2008.
في الفترة نفسها تقريباً، عاش منتخب مصر واحدة من أفضل فتراته في التاريخ، تحت قيادة "المعلم" حسن شحاته، في حقبة ستظل محفورة في الذاكرة، حقق خلالها الفراعنة الثلاثية التاريخية لكأس الأمم الأفريقية 2006 و2008 و2010، ليصبح المنتخب الأفريقي الأكثر تتويجاً باللقب بواقع 7 ألقاب.
مرة أخرى، في الفترة بين 2017 إلى 2020، تمكن الأهلي من استعادة جزء كبير من مستواه الذي فقده تدريجياً منذ 2011، وتزامناً مع ذلك، ارتفع أيضاً مستوى المنتخب الوطني الذي حقق إنجازاً غاب لسنوات بالوصول إلى نهائيات كأس العالم "روسيا 2018"، ونهائي كأس الأمم الأفريقية "الغابون 2017"، بعد إخفاقه في التأهل إلى نهائيات البطولة القارية لـ3 دورات متتالية (2012، 2013، 2015).
متلازمة التراجع بين الأهلي المصري ومنتخب مصر
تراجعت الكرة المصرية بشكل عام في الفترة ما بعد أحداث ثورة الـ 25 من يناير/ كانون الثاني، وما تبعها من أحداث أخرى أثرت كثيراً في مستويات الأهلي.
تراجع مستوى الأهلي في تلك الفترة، وصاحبه أيضاً سوء الأداء لمنتخب مصر، وأصبح الفراعنة أصحاب الرقم القياسي في تحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية، غير قادرين على التأهل والمشاركة في نهائيات البطولة.
في الفترة الحالية، بدأ المنتخب المصري يتأثر مرة أخرى بسوء النتائج، والتخبط الفني والإداري منذ خسارة نهائي كأس الأمم الأفريقية في يناير الماضي (بركلات الترجيح 2-4 أمام السنغال)، ثم فشله في تجاوز المنافس ذاته بالدور الفاصل من تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى مونديال قطر.
في الوقت نفسه، ظهرت معاناة الأهلي، وتراجع مستواه مع بعض حالات التخبط الفني والإداري داخل النادي، وخسارة لقب الدوري المحلي لأول مرة في السنوات الـ6 الأخيرة.
استمر الأداء المخيب للآمال في الأهلي رغم تقدمه في دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم 2021-22، لكنه خسر اللقب في النهاية بنتيجة (0-2) أمام الوداد المغربي، وبعد أيام قليلة من تلك الخسارة، أعلن النادي رسمياً رحيل المدير الفني الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، قبل أن يعلن اتحاد الكرة المصري إقالة المدرب الوطني إيهاب جلال من منصب المدير الفني للمنتخب الأول، لتعود فكرة "المتلازمة" في الظهور مرة أخرى، وتبقى بمثابة "الشيفرة" صعبة الحل.