الأهلي والزمالك.. قمة المهالك
رغم إن مباريات القمة المصرية بين أكبر غريمين في المنطقتين العربية والشرق الأوسط والقارة الأفريقية، الأهلي و الزمالك ، تُقام دون حضور جماهيري كامل منذ كارثة استاد بورسعيد العام 2011، وكثيرًا ما كانت تُقام خلف أبواب موصدة أو بحضور جماهيري رمزي، كما هو الحال في الوقت الراهن، 3 آلاف مشجع فقط من كلا المعسكرين الأحمر والأبيض، إلّا أنها ما زالت تحتفظ بنفس طقوسها الساخنة.
ومنذ سنوات، انتقلت تلك الطقوس الساخنة من المدرجات إلى المنصات، منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وهي المنصات التي تحولت إلى ما يشبه قواعد صواريخ ومدفعية تُدار من خلالها الحروب الجماهيرية بدايةً من التحفيز قبل القمة، نهايةً بالتحفيل بعدها، حيث يتفرغ أنصار القطب الفائز للسخرية من جماهير القطب الخاسر أكثر من احتفالهم بفوز فريقهم، وتكون السخرية من خلال ما يُعرف "بالكوميكس" التي تعتمد على استخدام أشهر الإفيهات واللقطات الكوميدية الساخرة في الدراما المصرية، سواء أفلام أو مسلسلات، للسخرية من المنافس وجماهيره وإعلامه أيضًا.
ومساء السبت المقبل، سنكون مع موعد مع قمة ملتهبة، وهي القمة التي تحمل الرقم "125" في مسلسل مواجهات الأهلي والزمالك تحت مظلة بطولة الدوري المحلي، تأتي وسط أكبر حالة احتقان تشهدها الكرة المصرية، ولا سيما حالة الاحتقان المؤسفة بين القطبين.
واللافت أن الاحتقان ليس جماهيريًّا كما جرت العادة؛ لكن احتقان إداري في ظل الحرب الضارية بين إدارتي الناديين حتى وصل الأمر إلى تبادل الدعاوى القضائية، وتعج المحاكم حاليًا بالعشرات بل المئات من قضايا السب والقذف التي أقامها رئيس النادي الأهلي محمود الخطيب وأعضاء مجلس إدارته ضد رئيس نادي الزمالك، مرتضي منصور، وصدر حكمٌ ضد رئيس البيت الأبيض بالسجن لمده عام، وإن كان الحكم لم يُنفَّذ حتى الآن.
والمؤسف أن نيران الاحتقان لا تنطفئ نيرانها بفعل تغذيتها على مدار الساعة بوقود إعلام الناديين، وانتقلت الحالة إلى منصات التواصل الاجتماعي من خلال ما يُعرف بـ" اللجان الإلكترونية" التي تقود حربًا بالوكالة، وإن كانت حملات مأجورة ومعروفة
ورغم أن لقاءات القمة التي تُقام في الدور الأول من الدوري المصري دائمًا ما تكون نتائجها وتوابعها أهدى من قمم الدور الثاني والتي غالبًا ما تكون حاسمة في تحديد البطل بينهما، إلا أن الأمر مختلف هذه المرة، كون أن القطبين يعيشان حالةً من التخبط الفني لا سيما الزمالك الذي فقد مساء الإثنين لقبه بطلًا لكأس مصر بعد هزيمته في نصف النهائي أمام بيراميدز، ومن قبل وتحديدًا في نهاية أكتوبر من العام الماضي جرده غريمه الأهلي من لقب بطل كأس السوبر المحلي، بعد أن خسر الزمالك كأس السوبر "المصري-السعودي" أمام الهلال السعودي، وبدأت جماهيره تشعر بالخطر من تجرد فارسها من لقبه بطلًا للدوري في ظل تراجع النتائج في الجوالات الأربعة الماضية وتلقيه هزيمته الأولى والتعادل في 3 مباريات.
وبدأت الأصوات تطالب برحيل البروفيسور البرتغالي فيريرا المدير الفني بدعوى أنه يتعامل بغرور بعد أن قاد الفريق للفوز بلقبي الدوري والكأس معًا الموسم الماضي، والمؤكد أنه في حالة الخسارة مجددًا أمام الأهلي ستطيح مقصلة القمة برأس البروفيسور العجوز.. خاصةً وأن رئيس النادي انقلب عليه مؤخرًا وانتقده بشده وسارت على نفس الدرب الانتقادي قناة النادي الرسمية.
ورغم أن الأهلي يتصدر قمة جدول الترتيب بفارق 5 نقاط عن غريمه الأبيض، ورغم أن مدربه السويسري مارسيل كولر سبق وأن هزم الزمالك في أول قمة له، إلا أن إدارة النادي الأحمر تخشي انقلاب الجماهير عليها، خاصةً أن جمهور الأهلي يتهم الإدارة بالفشل في استقدام نجوم "سوبر" من الخارج في حالة الخسارة، وتدرك الإدارة الحمراء أن الانتصار على الغريم الأبيض يكفي لمنح القلعة الحمراء استقرارًا لفترة طويلة.
ويبقى الشعار الأزلي للإعلام المصري قبل أي لقاء القمة: "الأهلي والزمالك.. قمة المهالك".