الألعاب النفسية.. نقطة التحوّل في موسم برشلونة!

في أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن المدرب تشافي هيرنانديز رحيله عن برشلونة بنهاية الموسم، في أعقاب الهزيمة أمام فياريال (3-5) في الجولة 22 من الدوري الإسباني، ولم يكن يدري أشد المتفائلين أنّ هذا الإعلان هو نقطة التحوّل في موسم برشلونة.

كان الوضع كارثيًا داخل البيت الكتالوني آنذاك، فقد خسر الفريق نهائي كأس السوبر الإسباني أمام ريال مدريد بنتيجة (4-1) ثم تلقّى هزيمة أخرى أمام أتلتيك بيلباو (4-2) ليتم إقصاء برشلونة من ربع نهائي كأس ملك إسبانيا، ويفقد ثاني ألقاب الموسم.

قال تشافي حينها: "قراري بالرحيل سيساعد اللاعبين ويخفف الضغط عن النادي، لا أريد أن أكون عائقًا أمام برشلونة، لا أريد التسبب بمشكلات، قررت الرحيل لأن عملي لا يتم تقديره بشكل كافٍ، يشعرونني كأنني عديم القيمة.. بكل صدق لقد اتخذت قرار الرحيل منذ بداية الموسم، الضغط هنا رهيب عليَّ، كل يوم هو مسألة حياة أو موت".

لكل إعلان علّة

ربما تعكس تصريحات تشافي حقيقة الأمر، فالمدرب أعلن استقالته بسبب الضغط ولا شيء غيره، فقد أوضح قبل أشهر بأن "بيئة برشلونة هي الأصعب في العالم" سواء من الجماهير أو الصحافة، لأنه مُطالب بالفوز باستمرار، مع تقديم أداء مميز.

الاعتقاد السائد أن إعلان تشافي قرار رحيله لإزالة الضغط، وكسر الحاجز النفسي، وليس لأنّه لا يستطيع قيادة الفريق.

يلجأ مدربون إلى حيل الألعاب النفسية لخداع لاعبيهم أو الجماهير أو الصحافة، أو للتلاعب بمشاعرهم بما يخدم مصالح المدرب -ولربما سلك تشافي نفس الدرب- والأهم هو التوقيت والمغزى منه، فالتوقيت هو الجزء الأهم دائمًا.

فمثلًا المدرب الجزائري الأصل، زين الدين زيدان، قد أخبر اللاعبين بأنّه سيغادر ريال مدريد بعد دقائق من الفوز بدوري أبطال أوروبا 2018، وليس في منتصف الموسم أو قبل المباراة، والسبب أنّه يريد الخروج من الباب الواسع، رحيل بعد تتويج.

أمّا في حالة تشافي، فقد أعلن رحيله لعلة أخرى، وهي كف أقلام الصحافة وألسنة الجماهير عن مساءلته ومطالبته بالمزيد.

من الواضح أنّ ضغط الصحافة خفَّ بوضوح بعد إعلان تشافي، وتمركز الحديث عن هوية المدرب المقبل وكيف سيبني الفريق في مرحلة ما بعد تشافي.. ما أسهم في صفاء ذهن "زرقاء اليمامة" وتركيزه في الأمور الفنيّة داخل الملعب، وليس خارجه.

ماذا حدث بعد إعلان تشافي؟

برشلونة هو أكثر فريق حصدًا للنقاط في الدوري الإسباني منذ إعلان تشافي الرحيل في 28 يناير الماضي.

خاضت فرق (لا ليغا) 8 جولات منذ ذلك الحين، وبرز برشلونة في صدارة ترتيب الأندية الحائزة على نقاط بواقع 20 نقطة جمعها من 6 انتصارات وتعادلين، ولم يتعرّض الـ(بلوغرانا) مطلقًا إلى أي هزائم.. مقابل 18 نقطة لغريمه ريال مدريد.

المثير أن برشلونة خرج بشباك نظيفة في الجولات الأربعة الأخيرة في الدوري الإسباني، تحديدًا منذ أن اعتمد تشافي على المدافع الواعد باو كوبارسي في تشكيلته الرئيسية، كوبارسي يُعَدّ إحدى مناقب تشافي مع برشلونة على الإطلاق.

آخر عروض برشلونة المميزة في الدوري الإسباني، كانت الفوز خارج قواعده على أتلتيكو مدريد (3-1) في الجولة 29.

المزيد من النجاحات في موسم برشلونة

واصل موسم برشلونة جني الثمار تِباعًا، واستعاد وصافة لائحة الدوري الإسباني من جاره الكتالوني جيرونا، بل وأحيا بعض الآمال للمحافظة على اللقب، بعد أن صار الفارق مع المتصدر ريال مدريد 8 نقاط فقط، قبل 9 جولات من النهاية.

في الحقيقة، يبدو كل شيء ممكنًا، فريال مدريد لديه مباريات صعبة في طريقه بالدوري الإسباني، منها الجولة المقبلة (30) أمام أتلتيك بيلباو، في حين سيرتحل للعب خارج قواعده أمام ريال سوسيداد وفياريال، والأهم مباراة الكلاسيكو يوم 21 أبريل/ نيسان.

الانتفاضة المحلية، قوبلت بأخرى قارية في موسم برشلونة بعدما اكتسح نظيره نابولي الإيطالي في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا وهزمه بنتيجة (3-1) ليصعد إلى مصاف الثمانية الكبار بمجموع المباراتين (4-2) حيث سيواجه باريس سان جيرمان في ربع النهائي.