الأزياء الغريبة في عالم كرة القدم!
بعد أسابيع على إسدال الستار على أحداث موسم كروي مثير، هاهي الأندية تقص شريط الاستعدادات من أجل البدء بموسم 2022/2021 الملتهب والذي سيعرف المزيد من الإثارة والندية، خصوصا مع الإعلان عن عودة الجماهير بعد غياب دام طويلا إثر تفشي جائحة كورونا التي أوصدت أبواب الملاعب، وكبدت الأندية خسارة مادية طائلة.
شرارة الموسم انطلقت فعليا مع إعلان العديد من الأندية الأوروبية عن أقمصتها الجديدة التي تعتبر "شريان" هاما للموارد المادية، أقمصة تحاول فيها كبريات الشركات الرائدة في خلق تصميمات فريدة وجاذبة، سواء بألوان أو رسوم أوأفكار تجعل من الجماهير أكثر رغبة باقتناء الإصدارات الرسمية التي يزيد ثمنها عن الـ100 يورو في غالب المتاجر الرسمية.
ماذا تريد أن تقتني من هذه الأقمصة؟
انطلق السباق بين الأندية الأوروبية في إشهار الأقمصة الرسمية، فبرشلونة كعادته استخدم لونيه الشهيرين، الأزرق والأحمر "بلوغرانا" وأجرى تداخلا مميزاً بين القميص والسروال، وتم تقديمه بشكل متميز وعبر جلسات تصوير احترافية شارك فيها كبار نجوم الفريق.
في حين كعادته لم يشهد قميص ريال مدريد الأبيض أي تعديلات كبيرة باستثناء اعتماد اللون الأزرق والخطوط الطويلة على الأكتاف ولون أصفر على الياقة والأكمام، فيما عاد مانشستر يونايتد للون الأحمر الذي ميز جيله الذهبي قبل نصف قرن، واستخدم عنوان "الماضي يقابل الحاضر" كناية عن استنساخ هذا القميص الرائع.
حرب التصاميم.. التنين والنمر!
ومع تطور الزمن وتعدد الأطقم التي تستخدمها الأندية في كل موسم، وتسابق الشركات الرياضية الراعية للفوز (معنويا) بلقب التصميم الأجمل، تسمح الأندية لتلك الشركات بالقيام بالكثير من الأمور التي يمكن القول إنها أقرب "للاختراعات" التي قد تطال القميص الثاني أو الثالث.
برشلونة الإسباني الذي عادة ما يخرج عن النص في قميصه الثالث تحديداً الذي يبتعد عن طابعه التاريخي (أو ألوان بلوغرانا وعلم كتالونيا)، عاد هذا الموسم وقرر اعتماد اللون البنفسجي لكن لقميصه الثاني، الذي حمل الطابع "النسائي"، حيث اختار هذا اللون تكريما لمرور 50 عاما على أول مباراة خاضها فريق برشلونة للسيدات على ملعب "كامب نو".
أما ريال مدريد فقد سبق وأن اعتمد منذ عدة مواسم اللون الوردي، واختار اللون الأسود لخوض منافسات مباريات دوري أبطال أوروبا، ذلك اللون الملكي هو الشيء الفريد، مع التنين الذي ظهر باللون الأبيض على مساحة كبيرة من صدر القميص.
قدم المصمم الياباني يوهجي ياماموتو التصميم الفريد الذي يتضمن تنينان بارزان، الأول هو التنين الملك الذي يرمز للعظمة والمجد والقوة، أما الثاني فهو التنين الطائر، الذي يمثل المقاومة وخفة الحركة.
ظهور الحيوانات على أقمصة الأندية وإن كان قليلا، لكنه استخدم من قبل، من طرف فريق هال سيتي الإنجليزي قبل ثلاثة عقود تقريبا وتحديدا موسم 1992 في الدوري الإنجليزي الممتاز، واستخدم هال سيتي ألوان النمر لقميصه الأساسي. واستقى هذا الأمر من شعار النادي الذي يظهر فيه جليا رأس النمر فوق تاريخ تأسيس النادي عام 1904.
الأناقة لها مكان
وبما أن الرياضة لا تتعارض مع الأناقة، حيث يدخل اللاعبون للملاعب وهم مرتدون أجمل الثياب الرسمية سواء في كأس العالم، أو كأس أوروبا، وفي منافسات دوري أبطال أوروبا، خاض لاعبو فريق كولتورال ليونيسا، من الدرجة الثانية الإسبانية، منافسات موسم 2014 بقميص مصمم على شكل بذلة زفاف تعلوها ربطة عنق قوسية. حققت هذه المبادرة الفريدة لهذا التصميم نجاحاً مذهلاً، حيث بلغ عدد المبيعات ما لا يقل عن 5000 قميص.
وقبل بادرة ليونيسا، كان أولمبيك مرسيليا سباقاً إلى اختيار الموضة الكلاسيكية في عام 2008، عندما ارتدى لاعبو الفريق الفرنسي قميصاً أزرق اللون على شكل كنزة ذات مربعات مائلة مما أعاد إلى الأذهان ذكريات أزياء المراهقة.
الجيش والزي الحربي!
وبخلاف الأناقة التي تعكس الرغبة في اللعب الجميل، كان هناك من يعتبر كرة القدم ميداناً للمعركة، وهو ما يفسر ظهور "الزي العسكري" في إستاد "سان باولو"، معقل نابولي الإيطالي الشهير.
بخلاف اللون الأزرق للطقم الأساسي، استخدم الفريق طقما فريدا لقمصه الثاني عام 2013، وحمل وقتها اسم "كامو"، وشرح رئيس النادي أوريليو دي لاورينتيس ذلك بقوله: "لدينا زي حربي"!. واستمر في الموسم التالي وحافظ على الطابع العسكري، ليضيف فقط اللونين الأزرق السماوي والأصفر على ذات التصميم السابق.
ولعل القميص الأكثر غرابة هو ذلك الذي خاض به أتلتيك بيلباو منافسات كأس الاتحاد الأوروبي موسم 2004/2003، حيث تخلى المصمم الباسكي داريو أورزاي عن الخطوط العمودية التقليدية التي ميزت دائماً فريق قلعة "سان ماميس" ليحولتها إلى "بقع" حمراء متناثرة. فجاء الرد على الفور من الجمهور المحلي الذي أطلق على القميص لقب "كاتشاب".
الدم والحياة
ولكن نادي زامورا الناشط في دوري الدرجة الثالثة الإسبانية استخدم تصميما غاية في الغرابة لم يسبق له مثيل، ففي العام 2018 ارتدى قميصا رسم عليه مجرى الدم في جسم الإنسان المتصل بالقلب، مثل تلك الرسومات التي تجدها عندما تذهب إلى عيادة الطبيب الاختصاصي بأمراض القلب. استخدم القميص لنقل رسالة مفادها بأن الدماء هي التي تنقل كل شيء عبر أجسادنا نحو القلب، وتتولد بعد ذلك العواطف والمشاعر.
هذه ليست سوى أمثلة غريبة وعجيبة استحضرناها في هذه المساحة، ولكن بالتأكيد هنالك العشرات من الأقمصة الفريدة والغريبة التي ظهرت في عالم الساحرة المستديرة التي ظلت محفورة في تاريخ الجماهير.