الأرقام تكشف حقيقة أوزبكستان.. وهذه أسلحة منتخب قطر لاقتناص الفوز

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-11-11
-
آخر تعديل:
2024-11-11 13:47
منتخب قطر تفوق على أوزبكستان في ربع نهائي كأس آسيا 2023 (Getty)
لوغو winwin
قطر winwin
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

مواجهة مفصلية سيخوضها منتخب قطر عندما يستقبل نظيره الأوزبكي الخميس 14 نوفمبر الجاري في الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الأولى للدور الثالث من تصفيات كأس العالم 2026.

سيتعيّن على منتخب قطر تحقيق الفوز من أجل الحفاظ على حظوظه في التأهل المباشر عن المجموعة في ظل احتلاله حاليًا المركز الرابع برصيد 4 نقاط، وبفارق ست نقاط كاملة عن المتصدرين إيران وأوزبكستان (10 نقاط).

ما من شك في أن المنتخب الأوزبكي ظهر بصورة طيبة للغاية خلال الجولات الأربعة الأولى بعد أن حقق الانتصار في ثلاث مباريات وتعادل مع إيران شريكه في الصدارة، لكن وفقًا للحقائق الرقمية، لا يجب اعتبار المنتخب الأوزبكي "بعبعًا مخيفًا"، أو الفريق الذي لا يمكن التفوق عليه.

هذا الأمر الذي يجعل الكرة في ملعب منتخب قطر من أجل الظهور بالصورة التي اعتادها خصوصًا في كأس آسيا 2023 التي توج بطلًا لها، من خلال استعادة الفعالية الهجومية والنجاعة الدفاعية، كي يفرض أسلوبه على منافس ربما تكون التفاصيل قد خدمته كثيرًا في المباريات السابقة.

الأرقام تكشف قدرات منتخب أوزبكستان وطريقة لعبه

البحث في الأساليب التكتيكية وفقًا لرصد المنتخب الأوزبكي خلال المباريات الأربعة، يشير بما لا يدع مجالًا للشك، إلى أن المرونة التي يلعب بها، تعينه على تنفيذ طرق مختلفة وفقًا للمنافس في المقام الأول، ثم محاولة الاستفادة من اللعب على الأرض قدر المستطاع من خلال جرأة أكبر في حال كان المنافس أقل جودة على مستوى العناصر.

التباين تؤكده حقائق طريقة اللعب ونسب الاستحواذ، فالمنتخب الأوزبكي خلال المباراة الأولى أمام المنتخب الكوري الشمالي كان الأكثر استحواذا بنسبة وصلت إلى 53 % ومرر 483 تمريرة، وخلق ثلاث فرص حقيقية وسجل هدفًا كان كافيًا لنيل النقاط الثلاثة، رغم أن الحظ سانده بإهدار المنتخب الكوري الشمالي ركلة جزاء كانت كفيلة بتغيير الكثير من الأمور في المباراة.

وأمام قيرغيزستان خارج الأرض لم يتخلَ الأوزبكي عن الاستحواذ الذي زاد إلى نسبة 63% وارتفع عدد التمريرات إلى 633 تمريرة، لكنه أظهر نجاعة كبيرة بخلق ثلاث فرص سجل منها ثلاثة أهداف، دون أن يكون جيدًا في الناحية الدفاعية جراء الاندفاع الهجومي بثقة مفرطة، ليخلق المنافس خمس فرص سجل منها هدفين فقط.

وفي المباراة الثالثة أمام إيران نرى أن الأمر اختلف كليًا، فالمنتخب الأوزبكي، تخلى عن الاستحواذ الذي لم تزد نسبته عن 45% مقابل 55% للمنتخب الإيراني، في حين انخفض عدد التمريرات ووقف عند 377 تمريرة، بيد أن الملاحظ عدد الفرص الحقيقة التي خلقها المنتخب الأوزبكي لم يزد عن فرصة واحدة فقط، بالرغم من النقص العددي في صفوف المنتخب الإيراني منذ الدقيقة 57.

وأمام الإمارات في طشقند لحساب الجولة الرابعة، عاد المنتخب الأوزبكي إلى الاستحواذ الذي وصل إلى 60% وبالتالي ارتفع عدد التمريرات إلى 538 تمريرة، لكن عدد الفرص الحقيقة التي خلقها ظل شحيحًا فاكتفى بفرصتين، لكنه سجل واحدة، فيما خلق المنتخب الإماراتي فرصة حقيقة واحدة لم يستفد منها للخروج بالتعادل، رغم أن منتخب الإمارات لعب منقوصًا أيضًا منذ الدقيقة 65، ليساند الحظ المنتخب الأوزبكي مجددًا.

هذا التباين أيضًا ينعكس على الطريقة، حيث لعب أمام كوريا الشمالية وقيرغيزستان بطريقة 3/4/2/1 مع منح الحرية لجلال الدين مشاريبوف واتابيك شوركوف بالتقدم خلف رأس الحربة إلدور شوموردوف، لكن أمام إيران لعب بطريقة 5/4/1 بالاعتماد على إغلاق عمق المنطقة الدفاعية بعودة مشاريبوف وشوركوف لمساندة الأطراف، وتثبيت عباس بيك فايزوللاييف كلاعب إضافي في المحور، مقابل الاعتماد على شوموردوف وحيدًا في الأمام، الأمر الذي قلل من نسبة الاستحواذ، في حين اختلفت الأمور أمام المنتخب الإماراتي حيث لعب بطريقة 5/3/2 التي تتحول إلى 3/5/2 خلال التنفيذ في التحول، فكان الأكثر استحواذًا على الكرة.

السرعة والنجاعة سلاح منتخب قطر

تتبُّع التغيرات التكتيكية التي يلجأ اليها ستريشكو كاتانيتش مدرب أوزبكستان الذي يعتمد بالأصل أسلوبًا دفاعيًا يقود إلى أن الطريقة التي سيلعب بها أمام العنابي، والتي لن تخرج عن التي لعب بها أمام إيران 5/4/1 من خلال تكثيف تمركز لاعبيه على الأطراف في ظل معرفته بقوة منتخب قطر في الأروقة بوجود أكرم عفيف وإدميلسون جونيور، دون التخلي عن التحولات الهجومية السريعة بصبر كبير، حيث تكفيه فرصة واحدة لتسجيل هدف قد يمنحه نقاط المباراة الثلاث، بعد إظهار صلابة دفاعية.

صحيح أن المنتخب الأوزبكي عرف نجاعة هجومية خلال ثلاث من مبارياته الأربعة عندما استطاع أن يسجل، لكنه في الوقت نفسه لا يخلق الكثير من الفرص، سواء أكان هو الأكثر استحواذًا أم الأقل، لكنه عندما يغير من أسلوب اللعب بالمدافعين الخمسة يعاني بعض الشيء من خطورة حقيقية.

السرعة في التحولات سلاح فاعل عند المنتخب الأوزبكي بلا شك، إذ يحبذ كاتانيتش أن يتقدم إليه المنافس، لكي يترك له المساحات في الخلف، لكن فعالية هذا السلاح لا تظهر بكم الفرص التي يخلقها بل بالتركيز العالي للاعبين الذين تكفيهم فرصة واحدة او اثنتان من أجل اقتناص هدف، ومن ثم تعرف المنظومة كيف تحافظ عليه بكثافة دفاعية.

وفي ظل تلك المعطيات، ثمة ثوابت وجب على الإسباني ماركيز لوبيز مدرب منتخب قطر ولاعبيه وضعها في الاعتبار، أهمها استثمار أنصاف الفرص للتسجيل، ومن ثم الضغط في المناطق الأمامية خصوصًا عند فقدان الكرة لسرعة استرجاعها، لمنع المنافس من البناء السريع عبر التحولات التي يجيدها.

إذن منتخب قطر أمام مباراة يمكن القول عنها إنها المنعرج الحقيقي لبقية مشواره في التصفيات، فالفوز والحصول على النقاط الكاملة سيدفعه للأمام على سلم الترتيب ويختصر الفارق مع منافسه الأوزبكي في هذه الجولة، كما أن الفوز سيمنحه مزيدًا من المعنويات للخروج إلى أبو ظبي لرد الدين إلى الأبيض الإماراتي واستعادة ما خسره في مباراة الذهاب، وإن حدث ذلك ورفع منتخب قطر رصيده إلى 10 نقاط، فسيكون في المنافسة المباشرة على إحدى بطاقتي التأهل خصوصًا أن بقية النتائج يمكن أن تخدمه.

شارك: