الأردني يزن النعيمات | "أخطبوط" بـ 8 أذرع و3 قلوب!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-10-16
يزن النعيمات قاد منتخب الأردن لاستعادة نغمة الانتصارات أمام عُمان (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

ما فعله يزن النعيمات مهاجم منتخب الأردن في مباراة أمس أمام عُمان، كان مذهلاً وعجيباً، وأعاد به البريق للنشامى وأدخل الفرحة لجماهيره وأعاد الأمل للمنافسة على التأهل إلى كأس العالم 2026. 

ورغم أننا أطلقنا عليه في موقع winwin، لقب "روبن هود" مع نهاية بطولة كأس آسيا، حيث كانت سهامه قاتلة ودقيقة نحو مرمى المنافسين، وعبّدت الطريق أمام منتخب النشامى ليصل إلى النهائي لأول مرة بالتاريخ، إلا أن اللاعب ما يزال يمتلك في كل مباراة جديدًا ليقدمه لعشاق كرة القدم الأردنية خاصة والآسيوية عامة.

النعيمات الذي شارك أساسياً أمام عُمان، لم يبلغ كامل الجاهزية البدنية والفنية، ومع ذلك كان نجم المباراة أمس في الجولة الرابعة من تصفيات آسيا الحاسمة والمؤهلة إلى كأس العالم 2026، وأسهم في تحقيق الفوز الكبير للنشامى على عُمان برباعية نظيفة.

واليوم، نجد أن ما قدمه يزن النعيمات في لقاء عُمان، يجعلنا نطلق عليه لقبًا آخر وهو "الأخطبوط"، فرغم معرفة مدافعي المنافس بقدراته، ورغم محاولات الحد من خطورته، إلا أن المهاجم الأردني عرف كيف "يفلت" من الرقابة، ويصطاد الشباك العُمانية باحتراف، وعلى طريقته الخاصة وأسلوبه الفريد في التعامل مع الكرات.

"بالرأس والقدم.. والكتف والكعب، والدبل كيك والمقص"، تجده يحرز أجمل الأهداف، لا يكل ولا يمل، ويتعِب المدافعين ولا يتعَب؛ فهوايته المفضلة مراقصة الشباك وإسعاد محبيه ونثر الفرح في كل مكان.

بعد تسجيله هدفين في مرمى فلسطين خلال التصفيات الآسيوية الحاسمة والمؤهلة لكأس العالم 2026، عاد النعيمات وسجل هدفين وصنع آخر، أنهى المواجهة، وقبل النهاية بربع ساعة استبدله المدرب جمال سلامي ليس لتراجع مستواه، ولكن للمحافظة عليه.

يزن النعيمات أخطبوط مرعب

الأخطبوط له 8 أذرع و3 قلوب ويعد من الرخويات، ويزن النعيمات بدوره يتشكل مع الهجمة، ويلائم وضع جسده لينسل بخفة من بين المدافعين، يتلوى ويقفز ويصيب الهدف، حتى إنك تظن أنه لاعب بـ 8 أقدام و3 رؤوس.

ولو توقفنا عند هدف السبق الذي سجله النعيمات، فإن مرضي أرسل له كرة في منطقة مزدحمة باللاعبين، هي أقرب لمدافعي عُمان -وما أكثرهم- لكن يزن النعيمات رغم ضيق المساحة، دخل بكل جرأة وشجاعة من بينهم وتصدر المشهد، ولعب كرة رأسية من الأمام إلى أقصى الزاوية اليسرى فاستقرت هناك؛ حيث لا أحد توقع أنها ستستقر هناك.

هذا الهدف ليس سهلاً على أي مهاجم تسجيله، لكن الذكاء والإبداع اللحظي، والمشاركة في الكرة وعدم انتظارها، والارتقاء المحكم في الهواء المقرون بالتوقيت واللحظة المناسبة، كلها مقومات جعلت النعيمات يسجل أهدافاً من أنصاف الفرص.

وأسهم النعيمات صاحب الـ 25 عاماً، في احتساب ضربة جزاء للنشامى، كان فيها مدافع عُمان أقرب للكرة، لكنه خرج له من تحت الأرض واستحوذ على كرة "ميتة" فتحصل على ضربة جزاء نفذها زميله علوان بنجاح، ومن هنا نجد بأن هذا اللاعب الفريد من نوعه ومواصفاته، يخلق في أحيان كثيرة الفرصة لنفسه، وهي سمة قلما تجدها بمهاجم من الطراز العالمي.

وللأخطبوط مهارات تمويه مذهلة، تدلل على ذكائه، فهو يتظاهر بالاسترخاء تارة وبالنشاط تارة أخرى، ويوزع مجهوده بشكل مميز؛ حيث يمتلك جسداً إسفنجياً، وهو حال نجده ينطبق على يزن النعيمات الذي قال في المؤتمر الصحفي: "مستعد للتسجيل بوجهي وكتفي، حتى لو تهشم وجهي أو تكسّرت أسناني، فما يهمني هو إسعاد الجماهير بالأهداف".

والمتتبع ليزن النعيمات يلحظ مقدار الرشاقة والسرعة ومهارة التمويه التي يتسلح بها وكيف يتمركز في المكان المناسب لتشكيل الخطورة ويختار الطريق الأقصر للمرمى، وكيف يتعامل مع الهجمة، ويسيطر بإحكام على الكرة سواء بثني جسده أو رفع رأسه، ومن هنا نفهم جيداً لماذا قال عنه مدرب منتخب النشامى جمال سلامي: "يزن النعيمات.. لاعب استثنائي".

أسهم النعيمات ترتفع في جائزة أفضل لاعب بآسيا

وبحصول يزن النعيمات على جائزة أفضل لاعب في المباراة، وتسجيله 4 أهداف منح بها الأردن الفوز على فلسطين ومن ثم عُمان، فإنه عزز موقفه في المنافسة على جائزة أفضل لاعب في قارة آسيا.

وكان الاتحاد الآسيوي قد اختار النعيمات ضمن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في آسيا، وهو أول لاعب أردني يترشح لهذه الجائزة، في تأكيد على أنه مهاجم من طراز رفيع، يمتلك إمكانات فريدة، ويسجل بطرق خيالية لا تخطر بالبال.

شارك: