اعتزال طارق حامد يضع فيتوريا أمام امتحان سام مرسي!
فتح قرار الاعتزال الدولي لطارق حامد، الأبواب على مصراعيها حول سؤال ملحّ "قديم جديد"، يتعلّق -حصرًا- بمحترف إبسويتش تاون الإنجليزي، سام مرسي، الذي باتت مسألة ضمّه والتعويل على خدماته في منتخب مصر، أمرًا حتميًا أكثر من أي وقت مضى.
في مصر "ستقوم الدنيا ولن تقعد" في حال قرر روي فيتوريا استبعاد أحد نجوم الأهلي أو الزمالك من منتخب "الفراعنة"؛ بيد أنه لو لم يكن اللاعب يمثّل أحد القطبين، فالأمور قد تمر دون ضجيج.
لكن هل تتخيّل فكرة أن سام مرسي، أفضل لاعب وسط في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، خارج الصورة تمامًا في منتخب مصر، وذلك لصالح لاعبين لا يلعبون بصفة أساسية حتى في نفس مركزه.
في آخر 4 سنوات لعب مرسي 5 دقائق فقط رفقة منتخب مصر، رغم أنه قبل أسابيع من كتابة هذه السطور كان ينافس على جائزة لاعب الشهر في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي.
أمر غريب على لاعب يحظى بتقدير كبير في إنجلترا في السنوات الأخيرة، حيث لعب مع إبسويتش تاون 44 مباراة كاملة في دوري الدرجة الثانية الموسم الماضي، وقاده للصعود إلى الدرجة الأولى.
ليس هذا فحسب بل إنّ إبسويتش تاون حقق أفضل بداية لفريق صاعد في الـ"شامبيونشيب" بتاريخه، حيث يحتل المركز الثاني المؤهل مباشرة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بـ45 نقطة بفارق نقطة عن ليستر سيتي المتصدر.
لعب إبسويتش تاون هذا الموسم 19 مباراة، خاض منها سام مرسي 18 كاملة، وبدأ أساسيًا في كل المباريات، والمباراة الوحيدة التي غاب عنها كانت بسبب الإيقاف، وكان وجوده في خط الوسط حاسمًا، مما دفع المدرب كيران ماكينا إلى وصفه بأنه "قائد رائع داخل الملعب وخارجه".
نفس الشيء قاله عنه زميله كريستيان والتون، ووصفه بأنه "قائد عظيم يلهم البقية"، مضيفًا: "إنه قائد يتمتع بخبرة كبيرة. أعرفه جيدًا وهو جيد للمجموعة بفضل الطريقة التي يلعب بها والطريقة التي يتصرف بها يوميًا، بالإضافة إلى موقفه تجاه مستواه وكيف يريد التحسن".
وتابع: "لا يتعلق الأمر دائمًا بكونك الأكثر صخبًا أو صراخًا قبل المباريات وبعدها. إنها الطريقة التي تمثل بها نفسك كل يوم، في ملعب التدريب، حيث يتمّ العمل الشاق".
ماذا قدّم سام مرسي هذا الموسم؟
هناك رقم يُلخص كل شيء بالنسبة لسام مرسي، فهو أكثر لاعب في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي هذا الموسم كسبًا للاستحواذ في 152 مرة.
تجدر الإشارة إلى أن كسب الاستحواذ يعني الطريقة التي ينجح فيها اللاعب في حصول فريقه على الكرة بأي طريقة ممكنة، سواء عبر التحامات أرضية أو هوائية أو قطع التمريرات.
الأمر لا يتعلق فقط بالناحية الدفاعية؛ لكن مرسي لديه 15 تمريرة مفتاحية في البطولة هذا الموسم، وهو رقم لافت بحكم مركزه، ناهيك عن أنّ دقة تمريره في وسط ملعب فريقه وصلت إلى 93%.
استبعاد لا منطق فيه
عقب اعتزال طارق حامد الدولي، فأيّ قرار من روي فيتوريا بعدم الاستعانة بأفضل لاعب وسط في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، لن يكون منطقيًا.
في منتخب مصر هناك لاعبون بنفس مركز سام مرسي لا يشاركون بصفة أساسية مع فرقهم، فكيف سيتم تفسير عدم استدعاء واحد من أهم اللاعبين في إنجلترا يلعب في دوري مصنّف ضمن أقوى الدوريات أوروبيًا؟!