إيقاف سرعة مبابي يقود مدرب إنجلترا إلى "نموذج غوارديولا"

سينضم غاريث ساوثغيب، المدير الفني لمنتخب إنجلترا، إلى قائمة المدربين الذين يبحثون عن حلول لمعادلة إيقاف النجم كيليان مبابي سواء مع منتخب فرنسا أو باريس سان جيرمان، وذلك خلال لقاء الديوك والأسود الثلاثة في دور الثمانية من كأس العالم قطر 2022، السبت المقبل على ملعب البيت. 

وقد يستلهم ساوثغيت من دور ووكر في فوز مانشستر سيتي على باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، إذ أوكل المدرب الإسباني بيب غوارديولا للظهير الإنجليزي مهمة تحجيم مبابي، ونجح في هذه المهمة ليمنع النجم الفرنسي من التسجيل.

وبات ذهاب منتخب إنجلترا إلى نصف النهائي من كأس العالم مرهونًا بإيقاف لاعب مثل مبابي يتمتع بمزيج رهيب من السرعة الخارقة والمهارات المذهلة والحس التهديفي القاتل، لذا كان على المدرب ساوثغيت البحث عن عنصر في قائمته يمكنه التصدي له.

من أستراليا إلى الدنمارك وبولندا، فشلت جميع المنتخبات التي واجهها مبابي في النهائيات الحالية في إيجاد الإجابة المناسبة، وكانت النتيجة بتسجيله 5 أهداف في 3 مباريات وفشل في واحدة كانت ضد تونس (0-1)، لكنه شارك فيها بديلًا بعدما حجزت بلاده بطاقة التأهل إلى الأدوار الإقصائية.

لوك شاو: لن نركز على مبابي فقط خلال مواجهة فرنسا

اقرأ المزيد

معاناة البولندي كاش

ولخّص مدافع بولندا، ماتي كاش، اللغز الذي طرحه مبابي بعد هدفين رائعين لمهاجم باريس سان جيرمان، في فوز فرنسا 3-1 الأحد خلال الدور ثمن النهائي، حيث قال: "لم أكن أعرف ما إذا كان علي الدفاع متراجعًا أمامه أو التضييق عليه".

وتابع مدافع أستون فيلا البالغ 25 عامًا: "عندما ضيّقت الخناق عليه، التف عليّ وتخطاني. عندما يستلم الكرة ثم يتوقف ينطلق بعدها، هو أسرع لاعب رأيته في حياتي، إنه من مستوى آخر. السرعة، الحركة. انظروا إلى الطريقة التي ينهي بها الهجمات. لديه كل شيء".

بعد أربعة أعوام من تألقه في مونديال روسيا ومساهمته في قيادة فرنسا إلى لقبها العالمي الثاني، بات مبابي كابوس الدفاعات، حيث سجل ابن الـ23 عامًا خمسة أهداف في أربع مباريات خاضها في المونديال الروسي، ليصبح في مشاركتين على المسافة ذاتها من زميله في سان جيرمان الأرجنتيني ليونيل ميسي، وأكثر بهدف من البرتغالي كريستيانو رونالدو، وذلك على الرغم من أن الأخيرين يخوضان النهائيات للمرة الخامسة.

معضلة إيقاف مبابي

تحدث مدرب "الأسود الثلاثة" عن مواجهة نجم موناكو السابق، قائلًا: "انظروا، إنه لاعب من الطراز العالمي ودائمًا على الموعد حين يكون الفريق بحاجة إليه. هذا ما يفعله هؤلاء اللاعبون الكبار. هذا هو التحدي الذي نواجهه".

وأمام ساوثغيت لمواجهة تهديد مبابي عدة حلول منها الانتقال من خطة 3-3-4 إلى 3-4-3 أو 2-5-3، ما سيسمح لكايل ووكر بالانتقال من الظهير الأيمن لقلب الدفاع حيث يتمتع بقوة وسرعة كبيرتين قد تعيق انطلاقات كيليان.

وربما ما يشغل بال ساوثغيت هو كيفية تجنب الموقف الذي يجد فيه مبابي وزميله عثمان ديمبيلي نفسيهما مع سرعتهما الهائلة في مواجهة بطء المدافع هاري ماغواير، فإن نقل ووكر من شأنه أن يمنح ماغواير المساعدة، لكنه سيترك أيضًا ساوثغيت عرضة للانتقادات باتهامه أنه مدرب سلبي يهتم بالتضييق على الخصم أكثر من السماح لنجومه بالتعبير عن أنفسهم.

وتعرض ساوثغيت لانتقادات شديدة بعد عودته إلى خطة 3-4-3 في نهائي كأس أوروبا صيف 2021 أمام إيطاليا، مما تسبب بتراجع أداء المنتخب الذي خسر في نهاية المطاف بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.

وتحدث المدافع الإنجليزي السابق، غاري نيفيل، عن فرص ووكر في تحجيم مبابي، قائلًا: "لا أستطيع التفكير بأي ظهير أيمن آخر في العالم أفضل لمواجهته (مبابي)، كايل سيضيق الخناق عليه، لديه سرعة أكبر من المدافعين البولنديين. هذا لا يعني أنه سيخرجه من اللعبة، فهو لاعب مذهل، أفضل لاعب شاب في العالم".

بالإضافة إلى فوز ووكر في مبارزاته الفردية مع مبابي، يعتقد نيفيل أنه من الضروري حرمان نجم سان جيرمان من تلقي الكرات، حيث أوضح: "إذا نجحوا في منعه من استلام الكرات من جيرو وغريزمان في المنطقة الوسطية، فهذا يعني أن كيليان سيتلقى تمريرات أقل خطورة بكثير".