إهدار الوقت.. ظاهرة جديدة مقلقة في الدوري المصري
تجددت المطالبات بإيجاد حل لمشكلة "تعمد إهدار الوقت" في مباريات الدوري المصري، مع شكوى السويسري مارسيل كولر، المدير الفني للنادي الأهلي، بعد مباراة فريقه ضد سموحة (0-0)، في الجولة التاسعة من عمر المسابقة المحلية.
وقال كولر عقب المباراة: "لم أقابل في مسيرتي الممتدة لـ40 عامًا فريقًا يقع لاعبوه كل 3 دقائق على أرض الملعب مصابين، والكرة تُشتت خارج الملعب كل دقيقة".
ورد عليه طارق العشري، المدير الفني لسموحة، قائلًا: "تعلمت من الأهلي عدم الاهتمام إلا بفريقي فقط، ولم أتعود على انتقاد الفريق المنافس.. نلعب دائمًا حسب إمكانات فريقنا، وقد خسرنا نقطتين بالتعادل مع الأهلي؛ ولم يكن لهم فرصة كبيرة على مرمى الهاني سليمان طوال الـ90 دقيقة".
وعرضت شركة "كورة ستاتس"، المتخصصة في تقديم إحصاءات الدوري المصري، رقما سلبيا من مباراة الأهلي وسموحة؛ إذ امتد زمن اللعب الفعلي لـ38 دقيقة فقط، كما بلغ زمن اللعب في مباراة الزمالك والمقاولون العرب، التي انتهت أيضا بالتعادل السلبي، 40 دقيقة فقط.
ومع انتهاء 4 مباريات في الجولة التاسعة من الدوري بالتعادل السلبي، وتسجيل 10 أهداف فقط، يبدو أن "إضاعة الوقت" باتت تمثل طريقة تلجأ إليها أغلب فرق الدوري المصري؛ للحفاظ على النتيجة، حسب ما يشير إليه مراقبون، ليصبح البحث عن حل لمواجهة ظاهرة "إهدار الوقت" أمرًا إجباريًا على الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة أندية الدوري المصري، وليس فقط بناءً على طلب كولر.
ولا تعدُّ ظاهرة إهدار الوقت مقتصرة على الدوري المصري فحسب، فسبق لأنجوس كينير، الرئيس التنفيذي لليدز يونايتد الإنجليزي، أن انتقد "تعمد منافسه كريستال بالاس إهدار الوقت"، خلال مباراة الفريقين في الدوري الإنجليزي الممتاز، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ لأن زمن اللعب الفعلي في المباراة كان 44 دقيقة وثانيتين فقط.
وبلغ متوسط زمن اللعب الفعلي في مباريات الموسم الجاري من الدوري الإنجليزي الممتاز 55 دقيقة و45 ثانية، بحسب شبكة "أوبتا"، المختصة في تقديم إحصاءات من الدوريات الأوروبية.
وامتد الأمر إلى الدوري الإيطالي؛ إذ اشتكى ستيفانو بيولي، المدير الفني لميلان (حامل لقب الدوري)، من تعمد لاعبي أودينيزي إهدار الوقت خلال مباراة جمعت الفريقين، فلم يتخط زمن اللعب الفعلي 45 دقيقة.
وأجرى المركز الدولي للدراسات الرياضية "CIES"، التابع للفيفا، دراسة على 37 مسابقة دوري في قارة أوروبا، وكانت المفاجأة أن الدوري السويدي هو صاحب المعدل الأعلى في زمن اللعب الفعلي بـ60,4% من الـ90 دقيقة.
وكان الدوري الألماني الأعلى بين الدوريات الخمس الكبرى (58.5%)، فيما بلغ زمن اللعب الفعلي في الدوري الإسباني 55.8%، بينما كان الدوري البرتغالي صاحب المعدل الأقل بين الدوريات الأوربية في زمن اللعب الفعلي، بزمن وصل إلى 45 دقيقة تقريبا، لكنه يظل أعلى من الدوري المصري.
وصرح بييرلويجي كولينا، الحكم الإيطالي الشهير السابق ورئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بأن المشجع يستحق أن يشاهد 90 دقيقة من كرة القدم الحقيقية، طالما دفع ثمن تذكرة حضور المباراة، أو اشتراك في الشبكات التلفزيونية التي تنقل المباريات.
وظهرت بعض الاقتراحات مثل تقليل زمن المباراة لـ60 دقيقة، وإيقاف الوقت بمجرد خروج الكرة لخارج الملعب، كما ظهر اقتراح بمساعدة غرفة الفار في احتساب الوقت الضائع، وهو الاقتراح الذي طُبِق خلال مباريات كأس العالم 2022 في قطر.
وقدم ستيفانو بيولي، مدرب ميلان، اقتراحا غريبا، وهو إنذار الحكم للاعب الذي يعيد الكرة لنصف ملعب فريقه بعد خروجه منه.
كما قررت رابطة الدوري الإنجليزي وضع كُرَتين أكثر خلف كل مرمى، وعلى كل خط تماس، لمواجهة إهدار الوقت في تنفيذ ركلات المرمى ورميات التماس.
ويظهر من بين كل الاقتراحات، مساعدة حكام الفار لحكم الساحة في احتساب الوقت الضائع، ليمثل الاقتراح الأنسب للتطبيق في الدوري المصري، خاصة أن طريقة ادعاء الإصابة التي تلجأ إليها أغلب فرق المسابقة لا يمكن أن تخضع لتقدير الحكم.