إقالة حسام البدري.. كيف استفادت مصر من درس هيكتور كوبر؟
في خطوة يمكن وصفها بالمفاجأة، قرر الاتحاد المصري لكرة القدم إقالة الجهاز الفني للمنتخب الأول بقيادة حسام البدري، بعد ساعات معدودة من تعادل الفريق (1-1) مع الغابون؛ بإطار الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة لتصفيات قارة إفريقيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم "قطر 2022".
ولم يشر اتحاد الكرة المصري إلى أي أسباب لإقالة البدري، وحسب كثيرين، فإن القرار مثّل استجابة عاجلة لنداء شريحة كبيرة طالبت برحيل الجهاز الفني؛ بعد المستويات غير اللائقة التي أظهرها الفريق في مباراتي أنغولا والغابون تتابعا.
ودشنت مصر مشوارها في تصفيات إفريقيا المؤهلة إلى مونديال قطر بملاقاة أنغولا يوم الأربعاء الماضي (1 سبتمبر/ أيلول) ثم مواجهة الغابون أمس الأحد (5 سبتمبر)، ورغم حصد الفراعنة 4 نقاط وضعتهم في صدارة المجموعة، اتخذت اللجنة الثلاثية المُكلفة بإدارة الاتحاد المصري قرارها، والقاضي بتوجيه الشكر لحسام البدري وجهازه المعاون.
حسام البدري.. سعادة أحزنت الجمهور المصري
فاجأ حسام البدري الكثيرين بتصريحاته عقب مباراة الغابون الأخيرة؛ إذ أكد شعوره بالسعادة، عقب انتزاع مصر نقطة التعادل الإيجابي من معقل الفهود بمدينة فرانسفيل.
وشدد البدري في تصريحاته على أن منتخب مصر واجه ظروفا صعبة ومُعقدة خلال التجمع الدولي لشهر سبتمبر عامةً ومباراة الغابون خاصةً، حيث أكمل أصدقاء محمد صلاح اللقاء بنقصٍ عددي؛ عقب إقصاء عمر جابر قبل 20 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي.
وظهر المشجعون المصريون مُحبطين للغاية في المباراتين الأخيرتين لمصر، وقد أبدى بعضهم دهشته من نبرة المدرب الراضية عقب مباراة أنغولا، والسعيدة عقب مباراة الغابون.
تصريحات حسام البدري بعد تعادل مصر مع الغابون في تصفيات كأس العالم 2022
وطالبت أصوات بأهمية الإقالة الفورية لحسام البدري وجهازه المعاون، مشيرةً إلى أن سعادة رجل واحد لن تكفي مصر للمضي قدما والتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية تواليا.
تجربة كوبر وإقالة البدري.. المصريون تعلموا الدرس جيدا
لم تعتد جماهير الكرة المصرية على إقالة جهاز فني يحقق النتائج الإيجابية، وقبل أعوام قليلة، ارتضى المصريون بأداءٍ دفاعي بحت، تحت قيادة فنية للأرجنتيني هيكتور كوبر، من أجل التأهل إلى نهائيات كأس العالم "روسيا 2018".
وأتى الظهور السيئ لمنتخب مصر في مونديال روسيا، لتنشب ثورة جماهيرية وإعلامية ضد المسؤولين في "الجبلاية"، وسط مطالبات بضرورة استعادة الهوية الهجومية للفريق القومي، وربما تمثل إقالة البدري خير دليل على تعلم مصر من تجربة كوبر.
ويعتقد حسام البدري أن تجربته على رأس الجهاز الفني لمنتخب مصر ناجحة؛ لاسيما أنه قاد الفريق للتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية "الكاميرون 2021"، وحصد 4 نقاط من أول مباراتين في تصفيات إفريقيا المؤهلة إلى مونديال قطر.
وحقق البدري 5 انتصارات وتعادل 4 مرات خلال 9 مباريات خاضها مدربا لمنتخب مصر الأول، وهي إحصائية ستدفع مناصري التقني صاحب الـ 61 عاما للاستفسار عن سبب الإقالة، مثلما أشاد محللون لفترات بنتائج كوبر الجيدة، والتي تضمنت خوض المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية "الغابون 2017" والتأهل إلى مونديال روسيا 2018.
ماذا بعد حسام البدري؟ منتخب مصر إلى أين؟
حتما، سيعمل المدير الفني الجديد لمنتخب مصر على تصحيح الأخطاء وتطوير عمل المجموعة، مع تحقيق الانتصارات؛ لاسيما أن الفريق مُقبل على خوض الجولات الأربع المتبقية من الدور الثاني لتصفيات إفريقيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022، قبل السفر إلى الكاميرون لخوض منافسات النسخة الـ 33 من نهائيات كأس الأمم الإفريقية.
شاهد.. ملخص مباراة الغابون ومصر (1-1) في تصفيات كأس العالم 2022
وتأمل مصر في حجز مقعدها بالدور الثالث (الأخير) من تصفيات إفريقيا المؤهلة إلى مونديال قطر، حيث ستتنافس المنتخبات صاحبة المركز الأول في دور المجموعات (الدور الثاني) على 5 بطاقات "مونديالية" مُخصصة للقارة السمراء.
وتستهدف مصر الترشح إلى النهائيات العالمية للمرة الرابعة تاريخيا؛ بعد أعوام 1934 و1990 و2018، كما تحلم باستعادة مكانتها كبطلة للقارة عبر مشاركتها المُرتقبة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2021.