إسبانيا تلجأ لمراكز الأئمة لتجنب الشغب قبل مباراة المغرب
لجأت السلطات الإسبانية، إلى المراكز الإسلامية لحثها على تأطير الجاليات المسلمة في مختلف المدن الإسبانية، قبل المباراة المرتقبة بين المنتخبين الإسباني والمغربي، يوم الثلاثاء المقبل، لحساب ثمن نهائي منافسات كأس العالم قطر 2022.
ويتخوف المسؤولون الأمنيون في إسبانيا من اندلاع أحداث شغب وتخريب ومواجهات مع الشرطة، بعد المباراة، بالنظر للأعداد الكبيرة من الجاليات المغربية والمغاربية المقيمة على أراضيها، كما كان الحال في المدن الكبرى البلجيكية، التي شهدت فوضى عقب مباراة المغرب وبلجيكا لحساب الجولة الثانية من الدور الأول.
وحسب مغاربة مقيمين في إسبانيا، تحدثت إليهم "winwin" فإن معظم "مراكز الأئمة" في المدن التي تعرف وجود جاليات مغربية كبيرة (مدن الجنوب الاسباني)، وجهت رسالة إلى الجاليات المسلمة، تدعوهم فيها إلى "عدم التحريض على أي نشاط يسبب الفوضى بعد المباراة التي يتواجه فيها المغرب وإسبانيا في مونديال قطر، مهما كانت نتيجتها".
وطالبت "مراكز الأئمة" بإسبانيا، الجالية المسلمة خاصة المغربية، بالابتعاد عن أي سلوك من شأنه أن يضر بالصالح العام وقيم التعايش بين سكان إسبانيا، التي هي من صميم قيم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى التسامح بين جميع الشعوب.
وطالبت المؤسسات المشرفة على الشؤون الدينية لمسلمي اسبانيا مواطنين ومقيمين، الالتزام بمبادئ الاسلام، واحترام مشاعر الآخرين، وتابعت الرسالة: "ندعو إلى عدم التحريض على أي نشاط ينطوي على الفوضى، وعدم الانجرار خلف أي سلوك لا يحترم القانون، بما فيها التجمعات غير المرخص بها في الشوارع"، داعية في الوقت ذاته وبشكل صريح إلى عدم الاحتفال في حال فاز منتخب المغرب في شوارع المدن الاسبانية تجنبا لأي اشتباكات محتملة مع الجماهير الاسبانية التي ستكون غاضبة في حال الهزيمة.
وقالت "مراكز الأئمة" في الرسالة نفسها إن في بعض مدن اسبانيا أقليات مسلمة "يقيمون ويعملون ويعيشون في هذا البلد لسنوات عديدة، عدد كبير منهم يحمل الجنسية الإسبانية، ما يجعل منهم مواطنين اسبان كاملي المواطنة ولا ينبغي أن يتعارض هذا مع حقيقة أن دينهم وجزء مهم من ثقافتهم وهويتهم مرتبط ببلدهم الأصلي المغرب".
وحذرت المراكز المذكورة، من اندلاع أي أحداث قد تجلب المشاكل على أعداد كبيرة من المغاربة في إسبانيا ينتظرون تسوية أوضاع إقامتهم، محذرة من إظهار أي شكل من أشكال التعصب والتعبيرات المسيئة التي قد تضر بالعديد من الاسبانيين الذين هم، في نهاية المطاف، جيران وأصدقاء وزملاء الجاليات المسلمة.