أندية دوري روشن تزاحم عمالقة أوروبا في كأس أمم أفريقيا 2023

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-01-03 11:21
من اليمين: الغاني فرانك كيسي والجزائري رياض محرز والسنغالي إدوارد ميندي من أبرز نجوم أندية دوري روشن السعودي (X/ALAHLI_FC)
لوغو winwin
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تشهد النسخة الرابعة والثلاثين من كأس أمم أفريقيا المقررة في كوت ديفوار بداية هذا العام، ظاهرة مستحدثة لم تشهد النسخ السابقة مثيلاً لها، تتمثل في الحضور المميز لمحترفي أندية دوري روشن في البطولة، ليزاحموا نظراءهم من محترفي القارة السمراء الذين ينشطون لدى العديد من الأندية الأوروبية الكبرى.

النسخة الإيفوارية من عرس القارة السمراء، ستكون مسرحاً لعدد كبير من اللاعبين الأفارقة، الذين يحترفون في أندية دوري روشن الذي حقّق قفزات نوعية -لا سيما في الموسم الأخير- باستقطاب نجوم الصف الأول على المستوى العالمي، وهو ما أسهم في تحول الأنظار صوب دوري لم يكن يتعدّى إشعاعه في الماضي القريب الحدود الإقليمية.

كما أنّ اللافت بشدة أنّ عدد المحترفين الأفارقة في أندية الدوري السعودي بات كبيرًا، حتى إنّ البعض بدأ يقارنه بالدوريات الأوروبية وأنديتها التي تعاني من غياب نجومها الأفارقة خلال هذه الفترة الحسّاسة من الموسم، الأمر الذي يؤثر سلبًا في نتائجها.

حضور لافت لمحترفي أندية دوري روشن في كأس أمم أفريقيا

بفضل القدرات المالية الضخمة، استهدفت أندية دوري روشن خيرة النجوم الأفارقة النازحين من القارة العجوز باتجاه السعودية، فكانت الحصيلة مثمرة بإقناع عدد كبير من أهم الأسماء للالتحاق بالدوري الذي يصنفه خبراء بأنه الأقوى آسيويًا وعربيًا.

بعد استقطاب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قبل موسم، اقتنع العديد من النجوم بالانضمام إلى أندية دوري روشن وترك الاحتراف في أوروبا، ومنهم نجوم عالميون وأفارقة، بخلاف ما كان عليه الوضع سابقاً.

ولم يقتصر الحضور الأفريقي في أندية دوري روشن على لاعبي الصف الثاني، إذ بات مقصداً للمشاهير، على غرار الجزائري رياض محرز، صاحب الثلاثية التاريخية مع مانشستر سيتي قبل أن يشدّ الرحال إلى جدة، والسنغالي ساديو ماني، القادم من العملاق البافاري بايرن ميونخ، ومواطنيه كاليدو كوليبالي وإدوارد ميندي، المنتقلين من تشيلسي والإيفواري فرانك كيسي نجم برشلونة وميلان سابقًا، والمغربي ياسين بونو الحارس السابق لعرين إشبيلية، وغيرهم.

وبغضّ النظر عن مسألة الحضور في "الكان" من عدمها، لأنّ هذا الأمر عائد بالأساس إلى الرؤية الفنية لمدربي المنتخبات الأفريقية، فإنّه لا أحد يشكّك في قيمة الإضافة النوعية التي يقدّمها نجوم القارة السمراء "الأقل شهرة" لأنديتهم السعودية، ونستعرض منهم ذكراً لا حصراً، رومان سايس (الشباب)، سيكو فوفانا (النصر)، سعد بقير وكارل توكو إيكامبي (أبها)، أوديون إيغالو ومنير المحمدي وجواد الياميق وفيصل فجر (الوحدة)، جورج كيفين نكودو وطارق حامد ومصطفى زغبة وعبد القادر بدران (ضمك)، أيمن دحمان (الحزم)، مراد باتنا وسفيان بن دبكة (الفتح).

الأهلي يتسيّد الكبار والمغرب يهمين

بثلاثة لاعبين، يحتكر أهلي جدة النصيب الأوفر بين الخمسة الكبار في دوري روشن (الهلال والأهلي والاتحاد والنصر والشباب) من المحترفين الأفارقة، في حين يبسط ضمك والرائد هيمنتهما على العدد الأكبر على مستوى المسابقة بـ6 لاعبين، أمّا الاتفاق والتعاون فكانا أقل الممثلين بلاعب واحد فقط.

وعن الجنسية التي هيمنت على الحضور الأفريقي في أندية دوري روشن الذي يقدّر تعداده بـ58 محترفاً، فنجد هيمنة مغربية ممثلة بـ 10 لاعبين، تليها الجزائر بـ6 لاعبين ثم مصر والسنغال بـ5 لاعبين، ونيجيريا وكوت ديفوار والكاميرون بـ4 لاعبين لكل منهم.

وكان من الغريب أن تتجاوز غامبيا التي تسجّل حضورها في المسابقة بثلاثة لاعبين، تونس صاحبة التقاليد في تصدير اللاعبين، والتي اكتفت بلاعبين فقط، هما الحارس أيمن دحمان وصانع الألعاب سعد بقير، لتتساوى بنفس عدد اللاعبين مع كاب فيردي.

ثلاثي بارز يقود الفيلق الأوروبي

على الرغم من ازدياد عدد المحترفين الأفارقة بشكل مطّرد في المواسم الأخيرة لدى أندية دوري روشن، ولا سيما في الموسم الحالي، فإنّ وجه المقارنة مع أوروبا يبقى غير واقعي، حيث تستقطب الأخيرة عدداً ضخماً من نجوم القارة السمراء، وهو الأمر الذي بات يشكّل عبئاً مرهقاً على كبار أنديتها.

وعلى الرغم من ذلك، تحوم الشكوك بشأن قدرة الكثير من الأندية الأوروبية على الاحتفاظ بنجومها من القارة السمراء، في ظل الاهتمام السعودي باستقطاب العديد من النجوم الأفارقة وفي مقدمتهم صلاح وأوسيمين.

أسماء على غرار المصري محمد صلاح نجم ليفربول، والنيجيري فيكتور أوسيمين هدّاف نابولي وأفضل لاعب في أفريقيا لعام 2023، والمغربي أشرف حكيمي ظهير باريس سان جيرمان الطائر، ترفع لواء الأفارقة بقوة في القارة الأوروبية إلى جانب آخرين يبلون البلاء الحسن، والذين سيتركون أثراً بالغاً بغيابهم.

ولعلّ الصورة الأبرز لهذا التأثير الجماعي تتلخّص فيما سيحدث لنادي آينتراخت فرانكفورت الألماني، الذي سيفتقد الثلاثي العربي الأبرز في قوامه الأساسي، والمتكون من مهاجمه المصري عمر مرموش، ومتوسطي ميدانه التونسي إلياس السخيري والجزائري فارس شايبي.

مفارقة تخدم أندية دوري روشن

على عكس ما تعانيه أندية القارة العجوز قبل كل نسخة من "الكان"، حيث تعاني من فقدان جهود نجومها، استفادت الأندية السعودية في هذه النسخة من مفارقة مهمة، ستخدم مصالح أنديتها، التي لن تعاني مسلسل غياب لاعبيها المؤثرين.

ويعود السبب الرئيسي لهذا الأمر إلى تزامن كأس أفريقيا مع حدث آخر مهم على صعيد القارة الصفراء، ألا وهو كأس آسيا المقررة في قطر، والتي تُقام في الفترة الممتدة بين 12 يناير و10 فبراير 2024، وهي تقريباً الفترة ذاتها التي ستُقام بها كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار، والتي ستنطلق في 13 يناير على أن تُختتم في 11 فبراير، وهو ما سيلغي تضارب المصالح بين أندية دوري روشن والمنتخبات الأفريقية.

شارك: