أنجي بوستيكوغلو.. الرجل الذي قاد ثورة توتنهام في البريميرليغ
يمكن القول إن المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو (58 عامًا) أعاد فريق توتنهام هوتسبير من جديد إلى دائرة المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز، على أصداء الثورة التكتيكية التي أحدثها في فترة وجيزة مع الفريق اللندني.
بوستيكوغلو -اليوناني الأصل- صنع فريقًا مميزًا من دون الهدّاف التاريخي وأهم لاعب في توتنهام بآخر 10 سنوات، هاري كين، وحصد 17 نقطة من أول 7 جولات بموسم البريميرليغ، ليزاحم مانشستر سيتي، ويحل في وصافة اللائحة.
توقّع نُقّاد أن يضمحل المنتوج الهجومي للسبيرز برحيل كين، لكن الحقيقة جاءت على النقيض، حيث ابتدع بوستيكوغلو منظومة جديدة لا تعتمد على لاعب بعينه، تمكّنت من تسجيل 17 هدفًا من 7 مباريات، بمُعدّل (2.4 هدف للمباراة الواحدة).
ما أفضى إلى أن بوستيكوغلو قد حقق رقمًا قياسيًا، إذ أصبح ثاني مدرب في تاريخ كرة القدم الإنجليزية يسجّل هدفين فأكثر في أول 7 مباريات له في المسابقة، فلم يستغرق وقتًا لطرح ديباجة أو خُطَب استهلالية، ودخل مباشرةً في صلب الأحداث.
فرض بوستيكوغلو أسلوبه التكتيكي أمام أرسنال في الجولة الماضية عندما تعادل معه (2-2)، ثم اكتسح ليفربول هذا الأسبوع وهزمه (2-1)، ليكون المدرب المخضرم قد ألقى كلمته بالفعل، ونجح في أول اختبارين من العيار الثقيل بالموسم الحالي.
في المباراة أمام ليفربول، رفعت جماهير توتنهام لافتة عملاقة رُسِم عليها المدرب بوستيكوغلو، وهو أمر لم يحدث منذ البرتغالي جوزيه مورينو في عام 2019، فيما يبدو أنّهُ نال استحسان الجماهير أيضًا، وليس الصحافة فحسب.
ما طريقة لعب بوستيكوغلو؟
تقوم طريقة لعب توتنهام مع بوستيكوغلو على حيازة الكرة وتدويرها بسرعة ودقّة، مع توسعة الملعب عبر الظهيرين اللذين ينضمان إلى الوسط ويتحولان إلى جناحين، في حين أن الجناحين الأساسيين ينضمان إلى عمق الهجوم.
طريقة اللعب التكتيكية لتوتنهام هي (4-2-3-1) بوجود رباعي في الخلف، أمامهم ثنائي وسط ميدان دفاعي.. ثم صانع ألعاب صريح يتوسط جناحين أيمن وأيسر، وأخيرًا المهاجم الصريح.. لكن هذا على الورق فقط!
في المباراة ينشط اللاعبون بأدوار هجينة، فعندما يمتلك الفريق الكرة يتقدّم الظهيران إلى وسط الملعب وتتحول الخطّة إلى (2-4-1-3) ليس هذا وحسب، بل يملك جيمس ماديسون حرّية التنقّل بين عمق وأطراف الملعب كصانع ألعاب في المركز (10).
لقد تفطّن بوستيكوغلو إلى نقطة ضعف ظهيريه في المبارزات الدفاعية، ليحوّلها إلى نقطّة قوّة، حيث منحهما أدوارًا هجومية في الانطلاقات والمساندة، وفي هذه الأثناء يقوم ثنائي محور الوسط بتوفير التغطية الدفاعية لهما.
إعادة ثقة وقيادة العمق
اعترف المهاجم البرازيلي ريتشارليسون (26 عامًا) قبل أسابيع قليلة، أنّهُ بحاجة إلى زيارة طبيب نفسي لمساعدته في الكبوة التي يعيشها مع توتنهام، وبعد 7 مباريات فقط في الموسم الجديد، يبدو أن اللاعب ضرب بتلك الفكرة عرض الحائط.
أعاد بوستيكوغلو الثقة إلى ريتشارليسون، ومنحه دورًا جديدًا في مركز الجناح الأيسر، ما ساعده في فك الرقابة المفروضة نسبيًا وأطلق له العنان للانطلاقات والمراوغات، والتهديف. حيث سجّل هدفًا وقدّم تمريرتين حاسمتين إلى الآن.
مع رحيل كين، أوكل المدرب بوستيكوغلو مهمة قيادة عمق الهجوم إلى الكوري الجنوبي هيونغ مين سون (31 عامًا) الذي لم يعتد اللعب في الهجوم، ونشط طيلة السنوات الـ6 الماضية في الرواقين، لكن (الشمشون) لم يُخيّب ظنّ مدربه.
سجّل سون 6 أهداف من 7 مباريات في الدوري الإنجليزي، ويحتل حاليًا الترتيب الثاني في لائحة الهدّافين خلف إيرلينغ هالاند (8).
هذه الشراسة الهجومية لتوتنهام، جعلته أكثر فريق يصوّب لاعبوه على المرمى بعد 7 جولات من الدوري الإنجليزي بواقع 20 تسديدة للمباراة الواحدة، وثاني أفضل فريق في المراوغات الفردية بـ(13 مراوغة للمباراة) بعد وولفرهامبتون (13).
ثنائية افتكاك غير طبيعية
مع إصابة الأوروغواياني رودريغو بينتانكور -أحد القطع الرئيسية في الوسط الموسم الماضي- عمد بوستيكوغلو إلى المقامرة، ووضع رهانه على الثنائي المغمور غير الخبير، المالي يفيس بيسوما والسنغالي بابي ماتار سار، وقد ربح بالفعل.
أظهر بيسوما وسار قدرات استثنائية في افتكاك الكرات والركض المتواصل في عملية الضغط، ووصفها أحد محللي شبكة سكاي سبورتس (Sky Sports) بأنهما أفضل ثنائي وسط دفاعي في العالم، إثر أدائهما أمام ليفربول السبت.
عزيمة وقتالية
توتنهام وأرسنال الوحيدان اللذان لم يتعرّضا لأي خسارة هذا الموسم؛ لكن اللافت أن توتنهام تأخر في النتيجة في 4 مباريات ونجح في التعديل والفوز، ما يترجم مدى تطور عقلية اللاعبين وقتالهم على الانتصار إلى اللحظة الأخيرة.
أمام شيفيلد يونايتد في الجولة الخامسة، كان توتنهام منهزمًا (0-1) إلى الدقيقة الثامنة بعد التسعين.. بيد أن قتالية اللاعبين جلبت الفوز في سيناريو دراماتيكي بنتيجة (2-1)، بعد أن سجّل ريتشارليسون وديان كولوسيفسكي هدفين في الدقيقتين 98 و100.
في الجولة السادسة أمام أرسنال التي انتهت بالتعادل (2-2) استقبل توتنهام هدفًا في الدقيقة 26، لكنه أدرك التعادل في الدقيقة 42، وفي الشوط الثاني سجّل أرسنال الهدف الثاني في الدقيقة 54، وبعد ثوانٍ عادل هيونغ مين سون النتيجة.
يحل توتنهام ضيفًا على الصاعد حديثًا والمتعثّر، لوتون تاون، يوم السبت المقبل 7 أكتوبر لحساب الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يسعى المدرب بوستيكوغلو لمواصلة سلسلة نتائجه الجيّدة، وأدائه الفنّي الجيّد أيضًا.
الجولة | المباراة | الملعب |
1 | توتنهام 2-2 برينتفورد | كومينتي ستاديوم |
2 | توتنهام 2-0 مان يونايتد | توتنهام ستاديوم |
3 | توتنهام 2-0 بورنموث | فيتالتي ستاديوم |
4 | توتنهام 5-2 بيرنلي | تورف مور |
5 | توتنهام 2-1 شيفيلد | توتنهام ستاديوم |
6 | توتنهام 2-2 أرسنال | الإمارات |
7 | توتنهام 2-1 ليفربول | توتنهام ستاديوم |