ألمانيا وفرنسا تشنان حربا إعلامية على المغرب قبل نصف النهائي
شنّت قنوات تلفزيونية فرنسية وألمانية حربًا إعلاميةً على المنتخب المغربي، في اليومين الأخيرين، قبل المباراة المرتقبة، مساء غد الأربعاء، على ملعب البيت بين فرنسا والمغرب، والتي ستشهد لأول مرة في تاريخ كأس العالم، وجود منتخب عربي أفريقي في نصف نهائي المونديال.
أبو خلال والصابيري وشاعر.. متعاطفون مع داعش!
عرضت قناة "WELT" تقريرًا إخباريًّا، اتهمت من خلاله لاعبين في المنتخب المغربي بانضمامهم إلى تنظيم "داعش" مستندةً في ادّعائها إلى صورة جمعت زكريا أبو خلال لاعب تولوز الفرنسي، وإلياس شاعر لاعب كوينز بارك رينجرز الإنجليزي، يتوسطهما عبد الحميد الصابيري لاعب سامبدوريا الإيطالي، وهم يرفعون السبابة إلى الأعلى، (إشارة يُقصََد بها التوحيد في الإسلام).
وقارن التقرير الإخباري حركة السبابة التي قام بها لاعبو المغرب، بصور أخرى تُظهِر أفرادًا من تنظيم داعش وهم يقومون بالحركة ذاتها مُتأبطين أسلحتهم النارية، وخلفهم شعارات التنظيم، ولم يتوقف التقرير عند هذا الحد، بل عرضت القناة صورةً لمعتقلين في قضايا إرهاب، وهم يقومون بالحركة ذاتها خلال أطوار محاكمتهم، الأمر الذي خلّف استياء الجاليات المسلمة والعربية في ألمانيا.
تغطية على خروج ألمانيا من المونديال بفضيحة
ورافق عرض الصور تعليقٌ تحدَّث "عن فضيحة في مونديال قطر، بوصول منتخب يدعم لاعبوه داعش إلى نصف النهائي" وغيرها من الادّعاءات "العنصرية وغير المنطقية" كما وصفها هشام العسري، رجل تعليم ألماني من أصول مغربية.
وفي حديثه لـ "winwin" صرّح العسري: "مِثل جميع مسلمي ألمانيا صُدِمنا ممّا جاء في التقرير الإخباري للقناة، التي حاولت صُنع فقاعة من لا شيء، هناك العديد من الصور لميسي ونيمار ورونالدو يرفعون فيها السبابة، رغم اختلاف القصد من ورائها بعكس اللاعبين المسلمين، وهو أمر يظل عاديًا؛ لكن بمجرد أن قام به لاعبو المغرب؛ أحدثوا ضجة.
فهذه المحاولات الفاشلة من الإعلام الألماني ضد المنتخب المغربي الذي بلغ مرحلة النصف نهائي كأس العالم 2022، قد جاءت لتغطية فشل منتخب بلدهم بفضيحة رياضية وأخلاقية، وتحوّله إلى مادة سخرية عند شريحة واسعة من شعوب العالم".
واعتبر العسري ما تقوم به هذه القنوات التلفزيونية وغيرها، ما هو إلا بحثٌ بـ"طرق خبيثة" عن أي شيء يمكن أن تَصنع منه مادةً قابلةً لإشعال الكراهية، وتكريس الصور المغلوطة عن المسلمين والعرب، لا سيما وأن قطر نجحت نجاحًا باهرًا في تنظيمها للمونديال.
وقدوم الملايين من أوروبا الذين شهدوا هذا التطور والتسامح والرقي الذي بلغته البلدان والشعوب العربية، ووثّقوها بفيديوهات انتشرت بسرعة في ربوع العالم، توضح مدى التدليس الذي يواكب الحديث عن الشرق الأوسط في الإعلام الغربي عمومًا.
اليمين يصف مشجعي المغرب في فرنسا بـ "الطابور الخامس"
من جهتها، لم تتوقف قنوات تلفزيونية فرنسية، طيلة الساعات الماضية، مع اقتراب المباراة بين الديوك وأسود الأطلس في نصف نهائي المونديال، عن عرض برامج حوارية استضافت خلالها نشطاء اليمين الفرنسي، أبرزهم يانيك زمور المرشح السابق للرئاسة في فرنسا.
ووصفوا المشجعين الفرنسيين من أصول مغربية ومغاربية (مزدوجي الجنسية)، الذين خرجوا إلى "ساحة الإليزيه" بالعاصمة باريس للاحتفال بتأهل المغرب لأول مرة في تاريخه للمربع الذهبي المونديالي، بـ"الطابور الخامس" الذي قد يشعل "حربًا أهلية" في فرنسا.
وعرض الصحافي الفرنسي الشهير، يان بارتيز، مجموعةً من الفيديوهات التي تَحدَّث فيها اليمين الفرنسي عن "تهديد أمن فرنسا من الطابور الخامس في المجتمع وأبناء المهاجرين المغاربة"، وذلك في برنامجه "quotidien avec yann barthes".
وعلّق الصحافي المذكور بطريقة ساخرة على الخطاب الذي يحاول اليمين نشره مُستغِلًا انشغال العالم بالمونديال، لا سيما أنه عرض فيديوهات أخرى جمعت بين مشجعين مغاربة وفرنسيين يحتفلون جنبًا إلى جنب بتأهل فرنسا والمغرب إلى نصف النهائي، واستقى تصريحات صحافية من عين المكان، اتفق خلالها معظم المستجوبين من أصول مغربية، أن قلوبهم مع المغرب بلد أصولهم ومع فرنسا موطنهم، وسيكونون سعداء مهما كانت هوية المنتخب الفائز".
وذكر الصحافي بارتيز المواجهات التي اشتعلت بين مشجعي المنتخب الفرنسي والشرطة، في "ساحة الإليزيه" في عام 2018، بعد تتويج الديوك بكأس العالم، وعرض صورًا تُوثِّق التخريب والعنف الذي رافق احتفالات الفرنسيين بفوز منتخب بلدهم باللقب العالمي، دون أن يتحدث أحد عن "حرب الشوارع"، أو عن طابور خامس.
معبرًا عن حقيقة أن الأمر يتعلق فقط بكرة القدم، وأن لكل فرنسي الحق في تشجيع المنتخب الذي يميل إليه قلبه دون تدخُّلٍ أو رقابة من أحد، رافضًا استغلال الصدام بين المنتخبين المغربي والفرنسي في المونديال، من أجل تحريك النقاش حول الإسلام والهوية العربية في المجتمع الفرنسي وما يصاحبها من هواجس وقلق مُتعمَّدينِ، في إطار تكريس ما يُصطلَح عليه بـ"إسلاموفوبيا".