أكرم عفيف .. الأرقام تنصف نجم "العنابي"
ما يقدّمه أكرم عفيف من حضور لافت وإسهامات مؤثرة مع منتخب قطر منذ سنوات وبالأخص في نسخة كأس آسيا 2024، قد لا يغيب عن أعين المشاهدين العاديين، غير أنّ الإنصاف في شكله المثالي، تسرده الأرقام والإحصائيات، التي تصوّر الحجم الحقيقي لدور "أيقونة العنّابي" في نتائج منتخب بلاده.
دور أكرم عفيف الذي برز في مواجهة إيران اليوم على أرضية "الثمامة"، والذي يحضر فعليًّا في كل مواجهة مع اختلاف منسوب التألق، يتخطّى حدود كونه لاعبًا مهمًا وحسب في منظومة المنتخب القطري، إنّما هو المايسترو صاحب اللمسة الفارقة، ومحور الأداء في منتخبٍ يتأثر بشكل مباشر بأداء نجم السد، حيث إنّ الشلل قد يصيب أغلب أسلحته في حال لم يكن عفيف "في يومه".
ما فات لا يدخل في خانة الإطراء المبالغ فيه لما يمنحه أكرم عفيف من توازن وحضور للعنابي في أغلب المواجهات، فتأثيره من تأثير ليونيل ميسي في الأرجنتين أو كيفين دي بروين في منظومة مانشستر سيتي مثلاً، مع حفظ المقامات، ؛لكي لا يكون هذا الطرح محظ سرد عقيم لا يرتكز إلى ثوابت، إليكم بعض إحصائيات منصة البيانات الشهيرة "سوفاسكور" التي تُنصف بالدليل الدامغ الجناح الزئبقي وتُبيّن بوضوح: ماذا يمثّل نجم "عيال الذيب" لمنتخب قطر؟
أكرم عفيف بين إبداع الأقدام وإنصاف الأرقام
تُبرز أرقام "سوفاسكور" الحضور الطاغي للنجم أكرم عفيف مع منتخب قطر في كأس آسيا 2024، التي لعب فيها حتى الآن 6 مباريات سجّل خلالها 5 أهداف (وصيف ترتيب الهدافين بفارق هدف واحد)، كما أنّه يتزعّم ترتيب أفضل الممرّرين بثلاث تمريرات حاسمة، كما أنه الأكثر مساهمة في تسجيل الأهداف (8 أهداف).
وتضيف إحصائيات المنصة إلى سجلاّت أكرم عفيف أرقاماً موازية تبرز تأثيره، منها، أنّه يحتاج لمعدل تقريبي يقدّر بـ3،4 تسديدة ليحرز هدفًا بنسبة تجسيم تبلغ 29٪ أي نجاحه في تجسيد ثلث التسديدات، كما أنه يبدع في نقطة قوته المرتبطة بحذقه للصناعة والابتكار، حيث صنع حتى الآن 15 فرصة كاملة، علاوة على ذلك فإنه ينفّذ 2،3 عرضية ناجحة في كل مباراة بنسبة تبلغ 47٪.
يغلّف كل هذه الأرقام الفردية المميزة للموهوب أكرم عفيف حصوله على أعلى معدل تقييمي خاص ببطولة كأس آسيا 2024 في منصة "سوفاسكور" بمجموع 8،38.
مواجهة إيران مشهد جديد لسطوة أكرم عفيف
حتى الضرير، لن يجد صعوبة في حال اعتماده على سمعه، في تمييز أكرم عفيف عن غيره في منتخب قطر عطفًا على كلّ مجهوداته الخرافية، التي تشكّل صداعًا دائماً لكل المنافسين، بما في ذلك إيران التي اكتوت بنيران إسهاماته في أمسية "الثمامة"، حيث كان عفيف كلمة السر في الأهداف القطرية الثلاثة، التي هزّت مرمى "فهود فارس".
وبعدما قدّم تمريرة حاسمة إلى جاسم جابر في هدف التعادل، عاد أكرم عفيف ليلعب دوره الطلائعي مانحًا منتخب بلاده الأسبقية بعد سيناريو التأخر المبكر بهدف سردار أزمون، من تصويبة رائعة تعكس مخزونه الفني الكبير، وذلك قبل نهاية الشوط الأول بـ3 دقائق، ليبصم على مساهمته التهديفية رقم 20 في تاريخ كأس آسيا، بواقع 6 أهداف و14 تمريرة حاسمة.
ومن هجمة مباغتة أخرى بقيادة أكرم عفيف، سجّل المعز علي هدف الانتصار في الدقيقة (82)، ليمنح الأول ببصماته "القاتلة" منتخب قطر فرصة تحطيم العقدة الإيرانية، فبعد لقاءين سابقين في البطولة الآسيوية انتهيا لمصلحة أحفاد الأسطورة علي دائي، بالفوز 2-0 في نسخة 1988، و1-0 في نسخة أستراليا عام 2015 ضمن دور المجموعات، جاء الدور على "العنابي" ليعيش فرحة الفوز أمام منافسه العنيد.
كما أنّ قطر وضعت حدًّا للأسطورة الإيرانية على المواجهات المباشرة بين المنتخبين، التي امتدت على 25 مباراة كاملة، كان الاكتساح فيها إيرانيًا بـ17 فوزًا مقابل 3 انتصارات فقط لمنتخب "العنابي" و5 مباريات انتهت بالتعادل بين المنتخبين.
بصمة أكرم عفيف الفارقة سمحت لقطر بتحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق ببلوغ النهائي القاري الثاني تواليًا، وبالتالي إمكانية تحقيق اللقب مجددًا على أرضه وأمام جماهيره في القمة الختامية المرتقبة على أرضية استاد لوسيل يوم السبت الموافق للعاشر من فبراير الجاري أمام نظيره الأردني في نهائي عربي خالص، هو الثالث من نوعه في تاريخ الحدث القاري.