أفضل لاعب في أوروبا..منافسة قوية
تعتبر جائزة أفضل لاعب في أوروبا واحدة من أهم الجوائز الفردية للاعبي كرة القدم في العالم، حيث يمنحها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لأفضل لاعب في الدوريات الأوروبية القوية بناء على ما قدمه من أهداف ومساهمات في نجاحات الفريق الذي يلعب له.
وعادة ما تكون مسابقة دوري أبطال أوروبا هي المقياس الرئيسي للجائزة، لكن في بعض الأعوام تكون المشاركات الدولية مع المنتخبات أيضاً حاسمة في معرفة هوية صاحب الجائزة الفردية الغالية.
جائزة أفضل لاعب في أوروبا..السجل الذهبي
انطلقت الجائزة مع الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشال بلاتيني، وتحديداً موسم 2011/2010 حين توج بها الأرجنتيني ليونيل ميسي بفضل مساهماته القوية في تتويج فريقه برشلونة الإسباني بخسمة ألقاب كاملة في ذلك الموسم.
في الموسم التالي 2012/2011، بقيت الجائزة في برشلونة، حيث انتقلت من ميسي إلى أندريس إنييستا الذي كان عنصراً رئيسياً في فوز المنتخب الإسباني بلقب كأس أمم أوروبا 2012 على حساب المنتخب الإيطالي في المباراة النهائية الشهيرة التي انتهت برباعية كاملة للماتادور.
في موسم 2013/2012، منح الاتحاد الأوروبي الجائزة لنجم بايرن يمونيخ والمنتخب الفرنسي سابقاً، فرانك ريبيري، الذي قدم موسماً استثنائياً وساهم في تتويج العملاق البافاري بخمسة ألقاب كاملة بداية من الدوري الألماني إلى دوري أبطال أوروبا وانتهاء بكأس العالم للأندية التي استضافها المغرب.
بعد ريبيري، ظهر البرتغالي كريستيانو رونالدو وخطف الجائزة في موسم 2014/2013، بفضل أهدافه الـ17 وما قدمه من مستويات استثنائية ساهمت في إعادة ريال مدريد إلى قمة عرش كرة القدم الأوروبية، حيث أحرز مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة في تاريخه، في مباراة ملحمية أمام أتلتيكو مدريد الإسباني بالعاصمة البرتغالية لشبونة.
اشتاق ميسي للجائزة سريعاً وعاد لاحتضانها في موسم 2015/2014، بعد أن ساهم رفقة الثنائي نيمار ولويس سواريز في إعادة برشونة إلى الزعامة الأوروبية بإحراز الفريق الكتالوني للثلاثية التاريخية الثانية (الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا) بعد الأولى عام 2009.
ريال مدريد يستحوذ على جائزة أفضل لاعب في أوروبا
توهج رونالدو مجدداً مع ريال مدريد وسجل أرقاماً قياسية غير مسبوقة في مسابقة دوري أبطال أوروبا موسم 2016/2015، حيث سجل الدون 16 هدفاً قاد بها الفريق إلى إحراز لقب جديد هو الحادي عشر في تاريخ النادي الملكي بالمسابقة.
في الموسم التالي لم يهدأ رونالدو وواصل التسجيل دون كلل، حيث تمكن من تسجيل 12 هدفاً قاد بها فريق المدرب زين الدين زيدان إلى التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا موسم 2017/2016 للمرة الثانية توالياً والثانية عشرة في تاريخه، وتألق بثنائية في نهائي كارديف أمام يوفنتوس الإيطالي.
عاد ريال مدريد إلى التربع على عرش كرة القدم الأوروبية في موسم 2018/2017، حيث نجح الفريق في التتويج بدوري الأبطال للمرة الثالثة توالياً، وكان للكرواتي لوكا مودريتش نصيب كبير في الإنجاز التاريخي للميرينغي، لكنه دعّم تألقه مع النادي بقيادة منتخب بلاده كرواتيا إلى نهائي كأس العالم 2018 بروسيا فاستحق الجائزة بجدارة.
محمد صلاح ضمن سباق جائزة أفضل لاعب في أوروبا 2019
في موسم 2019/2018، استعادت القارة العجوز أحد أمجد أنديتها العريقة، فقد قاد الألماني يورغن كلوب ثورة في ليفربول انتهت بتتويج الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب توتنهام الإنجليزي في مدريد.
وجاءت نسخة 2019 استثنائية حيث تابعها العالم العربي بانتباه تام، بفضل تألق النجم الدولي المصري محمد صلاح في صفوف الريدز وتسجيله خمسة أهداف لم تكن كافية لسحب جائزة أفضل لاعب في أوروبا من زميله الهولندي فيرجيل فان دايك الذي وصل مع هولندا إلى نهائي النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية.
في التصويت لجائزة أفضل لاعب في أوروبا عام 2019، حل المصري محمد صلاح في المركز الثالث بعد أن حصل على 134 صوتاً، فيما جاء رونالدو ثانياً بـ 223 صوتاً وفان دايك أولاً بـ 313 صوتاً.
أما الموسم الماضي 2020/2019، فقد عادت الجائزة بجدارة واستحقاق لهداف المنتخب البولندي ونادي بايرن ميونيخ الألماني روبيرت ليفاندوفسكي الذي سجل 15 هدفاً وكان له نصيب الأسد في تتويح بايرن بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه.
جائزة أفضل لاعب في أوروبا 2021..سباق مفتوح
بعد خروج ميسي ورونالدو وليفاندوفسكي وصلاح، يتصدر سباق الفوز بجائزة أفضل لاعب في أوروبا للموسم الحالي، ستة لاعبين يتألقون بشكل واضح مع أنديتهم وتتويج أحدهم باللقب القاري سيمنحه دفعة كبيرة لإحراز الجائزة الفردية الغالية.
بين لاعبي أندية نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، نجد أن نيمار وكيليان مبابي من باريس سان جيرمان، وكيفين دي بروين ورياض محرز من مانشستر سيتي، وكريم بنزيمة من ريال مدريد، ونغولو كانتي من تشيلسي، هم المرشحون البارزون لنيل الجائزة.
الفيصل بين هؤلاء النجوم هو التتويج بصاحبة الأذنين، فإن فاز بها سان جيرمان فستنحصر المنافسة بين مبابي ونيمار، وإن أحرزها سيتي فستكون منافسة ثنائية بين دي بروين ومحرز، وإذا كانت ملكية لريال مدريد فلن ينالها غير بنزيمة، أما إذا صبغت بأزرق تشيلسي فستكون غالباً من نصيب كانتي، لكن دعونا لا ننسى أننا على موعد مع بطولة كأس أمم أوروبا وكوبا أمريكا صيفاً، وسيكون لهما تأثير على عملية منح الجائزة.