أزمة شديدة بين اتحاد الكرة التونسي وفريق هلال الشابة

تاريخ النشر:
2020-10-18 14:44
-
آخر تعديل:
2021-06-08 09:01
رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء (Getty)
Source
+ الخط -

شهدت مدينة الشابة الواقعة على الساحل التونسي، مساء السبت، حالة احتقان وغضب بعد قرار الاتحاد التونسي لكرة القدم تجميد نشاط فريق كرة القدم الناشط  في الدوري التونسي الممتاز، وتلقى نادي الهلال الرياضي الشابة دعما كبيرا من طرف بعض الأندية، بينما برر اتحاد الكرة موقفه من تجميد نشاط هذا الفريق.


وقام مشجعو الهلال بإضرام النيران في العجلات المطاطية وإغلاق بعض مداخل المدينة احتجاجا على ما وصفوه بالظلم الذي تعرض له النادي، حيث تجمعت الجماهير أمام مقر بلدية الشابة ثم انتقلت إلى الشارع الرئيسي للمدينة مردّدين شعارات ضد رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء.


وعبّر توفيق المكشر رئيس هلال شابة في تصريح إذاعي عن استيائه العميق من قرار تعليق نشاط فريقه، وقال: "رئيس الاتحاد وديع الجريء يريد بكل الطرق محو النادي من خارطة الكرة التونسية لأنه طالب بحقه وعبر عن رأيه تجاه الدكتاتورية التي يمارسها الجريء على الأندية الرياضية"، مضيفا: "سنرفع شكوى إلى السلطات التونسية، ونحمّل الاتحاد مسؤولية حالة الاحتقان التي تعيشها مدينة الشابة".


حملة لدعم هلال الشابة


وكرد فعل على ما حصل لفريق الهلال، أصدر فريق النجم الساحلي، ثالث ترتيب الدوري، بيانا رسميا لدعم فريق الشابة، وعبر البيان عن استغراب واستياء إدارة النجم من قرار الاتحاد  بإنزال عقوبة "مجحفة" على هلال الشابة بمنعه من النشاط في المسابقات. وأضاف البيان: "إدارة النجم تستنكر مثل هذه العقوبات الظالمة على الأندية خصوصا إذا كانت أبعادها انتقامية والتضييق على الحق في النقد وفي ممارسة حرية التعبير".

ومن جهتهم، عبر عدد من الوجوه الفنية والإعلامية التونسية عن تضامنهم مع فريق هلال الشابة، حيث نشر الممثل عاطف بن حسين عبر حسابه على "فيسبوك" مقطع فيديو توجه فيه بخطاب شديد اللهجة لرئيس الاتحاد التونسي وحذره من مخاطر القرار، بينما أكد الممثل المسرحي لطفي العبدلي في فيديو نشره على "إنستغرام" دعمه لجماهير هلال الشابة في قضيتهم وطالب رئيس الجامعة بالتراجع عن هذا القرار. كما عبر عدد كبير من الإعلاميين عن استغرابهم من هذا القرار الذي اعتبروه "سابقة خطيرة" في الرياضة التونسية.

موقف الاتحاد التونسي


وبالمقابل منح اتحاد الكرة التونسي مبررات لقراره القاضي بتجميد نشاط فريق هلال الشابة في المسابقات التي ينظمها في الموسم الرياضي 2020/2021، وقال الاتحاد في بيان إن النادي لم يلتزم بقانون الانخراط في الدوري، موضحا: "هلال الشابة لم يكمل ملف الانخراط في الموسم الجديد رغم مراسلتنا النادي وتذكيره في العديد من المرات".


وقال المكتب التنفيذي للاتحاد إنه اتخذ قراره مستندا إلى الفصول 25 و29  و31 من القوانين العامة للاتحاد، إلا أن ما حصل تسبب في توتر شديد في العلاقة بين الهلال والاتحاد امتدادا لخلافاتهما خلال الأشهر الأخيرة، وذلك على خلفية نشر تدوينات على الصفحة الرسمية لفريق الشابة على "فيسبوك"، حملت انتقادات لاذعة لرئيس الاتحاد وديع الجريء. 


وعاقبت رابطة كرة القدم المحترفة (المنضوية تحت لواء الاتحاد) في شهر تموز/يوليو الماضي، إدارة الهلال بغرامة مالية قدرها 195 ألف دينار تونسي (حوالي 65 ألف دولار) إلى جانب منع الكاتب العام للفريق من الجلوس على دكة الاحتياط لمدة 39 شهرا. 


وإلى جانب معاقبة رئيس النادي توفيق المكشر في أكثر من مناسبة على خلفية تصريحات إعلامية انتقد فيها الجريء وطريقة تسييره، وصل إجمالي الغرامات لأكثر من 200 ألف دينار تونسي (أكثر من 65 ألف دولار)، وهو المبلغ الذي طالب بتسديده الاتحاد من هلال الشابة لتكوين ملف الانخراط للموسم الرياضي 2020/2021، لكن إدارة الشابة رفضت التسديد باعتبار أن الغرامات المسلطة عليه لم تصدر فيها أحكام نهائية.


و كانت لجنة الانضباط التابعة لاتحاد كرة القدم قد قررت في 12 من شهر تشرين أول/أكتوبر، معاقبة رئيس هلال الشابة والكاتب العام بالإيقاف لمدة سنتين، بالإضافة لغرامة مالية بقيمة 40 ألف دينار تونسي، كما قررت سحب 6 نقاط من رصيد النادي على خلفية لجوئه للقضاء المدني.


أزمة جديدة مرتقبة

وفي محاولته لسد شغور مكان فريق هلال الشابة في الدوري، لجأ الاتحاد لخطوة قد تفجر أزمة جديدة بينه وبين فريق هلال الشابة في الفترة المقبلة، إذ قرر الاتحاد تنظيم بطولة مصغرة في الفترة ما بين31 أكتوبر و8 نوفمبر المقبل تجمع فريقي شبيبة القيروان ونادي حمام الأنف اللذين غادرا الدوري الممتاز في الموسم الماضي، وفريقي أولمبيك سيدي بوزيد وقوافل قفصة من الرابطة المحترفة الثانية. وسيحل صاحب المرتبة الأولى في هذه البطولة محل فريق هلال الشابة في الدوري الممتاز.
 

شارك: