أزمة روسيا وأوكرانيا.. سطر جديد في تاريخ الحروب مع كرة القدم

تاريخ النشر:
2022-02-24 20:32
-
آخر تعديل:
2022-02-24 23:36
مجسم يجمع اثنين من الجنود الإنجليز والألمان في مباراة كرة قدم خلال الحرب العالمية الأولى (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عادت طبول الحرب لتُقرع مع بدء روسيا عملية عسكرية شاملة داخل الأراضي الأوكرانية، اليوم الخميس 24 فبراير/ شباط، ليدخل العالم البشري في حالة ترقب لما ستسفر عنه الساعات القليلة القادمة، بالتزامن مع تنديد دول عظمى بالغزو الروسي، ووفقا لمراقبين، فإن كرة القدم لا تُعد في منأى عن تأثيرات الأزمة الوليدة.

ويقول محللون إن الوضع الدولي الراهن يحمل بوادر لحرب عالمية ثالثة، بعد الأولى التي اندلعت عام 1914 والثانية التي بدأت عام 1939، وسط توقعات بحدوث تحولات ملموسة في مختلف الأصعدة والمستويات.

وتأثرت كرة القدم بأزمة الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية، والبداية تتمثل في قرار مُنتظر أن يصدر عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بتغيير ملعب المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم 2021-22.

وسبق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن منح ملعب "كريستوفسكي" الواقع في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية شرف استضافة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وبحسب تقارير، فإن قادة الجامعة القارية استقروا فعليا على نقل المباراة لتُقام في دولة أخرى.

ووفقا لتقرير أبرزته شبكة "إيه إس بي إن" العالمية أمس الأربعاء 23 فبراير، فإن مسؤولي "يويفا" يحرصون على الالتزام بأي عقوبات دولية قد تُفرض على الدولة الروسية، بعد شنها الغزو العسكري على جارتها أوكرانيا، والتي اضطرت اليوم الخميس لتعليق بطولة الدوري الأوكراني الممتاز بسبب حالة الحرب التي تعيشها البلاد (طالع التفاصيل).

ولا يمكن توقع تاريخ محدد لعودة عجلة الدوري الأوكراني إلى الدوران؛ خاصة أن روسيا أكدت استمرار العملية العسكرية "طالما أنها ضرورية"، بحسب ما أفاد به الموقع الإلكتروني لشبكة "سكاي نيوز" العربية.

ويتوقع خبراء أن يجد ممثلو كرة القدم الروسية صعوبات في خوض المنافسات الدولية خلال المرحلة القادمة، ويشمل ذلك خوض منتخب روسيا الأول منافسات الملحق الأوروبي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022 خلال مارس/ آذار المقبل، إلى جانب مشاركة ناديَي زينيت سانت بطرسبرغ وسبارتاك موسكو المستمرة في بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم هذا الموسم 2021-22.

كرة القدم والحروب.. معاناة وهدنة في تاريخ طويل

كثيرا ما تأثر عالم كرة القدم بالحروب التي نشبت بين الدول، ويأتي تعليق بطولات هامة للعبة الشعبية بالتزامن مع الحربين العالمية الأولى والثانية خير دليل على ذلك.


وأسفرت الحرب العالمية الأولى (1914-1918) عن إلغاء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "برلين 1916"، ليُحرم مشجعو كرة القدم آنذاك من متابعة منافسات لعبتهم المُفضلة، بعد اعتيادهم ذلك في ألعاب "باريس 1900" و"سانت لويس 1904" و"لندن 1908" و"ستوكهولم 1912".


ومثّلت سنوات الحرب العالمية الأولى حقبة مظلمة في تاريخ الإنسان المعاصر، وخاصة مع انتشار وباء "الإنفلونزا الإسبانية" الذي راح ضحيته ملايين البشر، بحسب ما أشار إليه مؤرخون، ومع ذلك برز مشهد "هدنة عيد الميلاد"، والذي جمع فريقين من القوات الألمانية والإنجليزية في مباراة لكرة القدم عام 1914 ليضفي ابتسامة على أوجاع المعارك.

مباراة "هدنة عيد الميلاد"- 25 ديسمبر/ كانون الأول 1914

وبنهاية الحرب العالمية الأولى، عاشت كرة القدم فترة زاهية، ودُشنت بطولة كأس العالم في الأوروغواي عام 1930، وبدا محبو اللعبة قادرين على الاستمتاع برياضتهم بصورة منتظمة، قبل أن ترتفع حدة التوترات مُجددا، لتنشب الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، والتي أُلغيت معها نهائيات كأس العالم عامي 1942 و1946 ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية عامي 1940 و1944.


وعلى الصعيد العربي، عاشت مصر حربا دامت 6 أعوام في مواجهة الكيان الصهيوني (1967- 1973)، وهو ما أسفر عن إلغاء بطولة الدوري المصري الممتاز لبضعة مواسم، كما أثرت حروب المنطقة في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق والكويت واليمن في استمرارية ممارسة شعوبنا العربية لكرة القدم.

شارك: