أزمة التحكيم في الدوري المصري تُلقي بظلالها على بداية الموسم

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-11-09
جانب من مباراة الزمالك وسموحة في الدوري المصري 2024-25 (winwin)
إسماعيل محمود
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

انطلقت بطولة الدوري المصري أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بموسم استثنائي يشهد نظامًا جديدًا للمسابقة من أجل إنهائها في وقت مبكر، بعد موسم ماض استمر قرابة العام نال فيه النادي الأهلي اللقب.

التوقعات كانت مرتفعة بخصوص منافسة مثيرة بين الأندية خلال الدوري المصري في ظل وجود النظام الجديد، لكن هناك أزمة ألقت بظلالها على انطلاق الدوري المصري 2024-25، بل أن تلك الأزمة انفجرت بشكل كبير في أولى الجولات، الحديث هنا عن أزمة التحكيم.

الأمر ليس مقتصرًا على أخطاء الحكام في بعض القرارات -وإن كانت بعضها فجة وأثرت في نتائج عدد من المباريات- حيث يُحدث ذلك في مسابقات أخرى وهو أمر معتاد، لكن ما زاد هذا الموسم من الدوري المصري هو وجود الاتهامات والتسريبات واحتساب قرارات تحكيمية لصالح الفرق رغم عدم صحتها واقتناع الحكام بها.. كل ذلك ألقى بظلاله على بطولة الدوري المصري مُنذ البداية، والمستقبل غير واضح المعالم وغير مبشر بخصوص تلك الظاهرة.

أصبحت الإشادة بالحكام المصريين مقتصرة فقط على وقت لحظي قصير، بعد ظهورهم بمستوى جيد في بطولة ما، وهو ما حدث مثلًا مؤخرًا ببطولة كأس السوبر المصري بالإمارات، قبل أن تسود الأخطاء الكارثية من قبل أعضاء هيئة التحكيم في الدوري المصري هذا الموسم الذي بدأ للتو قبل أسابيع قليلة.

أساس خاطئ

رحل البرتغالي فيتور بيريرا عن منصبه كرئيس لجنة الحكام في مصر، ليتم الإتيان بـ محمد فاروق بدلًا منه، وتعيين إبراهيم نور الدين كمدير فني للجنة الحكام، وذلك بعد اعتزاله التحكيم مباشرة، وعلى ما يبدو أنه ليس مؤهلًا لتلك الوظيفة التي تحتاج لبعد إداري لا يتوافر لديه حتى الآن.

الخبير الأجنبي هو الخيار الأمثل للعمل في الكرة المصرية، فلن يتم ربطه بنادٍ معين، وسيتم إغلاق الباب أمام احتمالية وجود خلاف بينه وبين أي من الحكام الحاليين، وهو ما يحدث الآن على سبيل المثال بين إبراهيم نور الدين ومحمد عادل، صاحب أكبر أزمات بطولة الدوري هذا الموسم.

بداية كارثية في الدوري المصري

عُين محمد عادل حكمًا لمباراة الزمالك ضد البنك الأهلي على استاد السلام في الجولة الأولى لبطولة الدوري المصري، فيما تم تعيين ميدو سلامة حكمًا لتقنية الفيديو.

احتسب عادل في أولى مباريات الزمالك في الدوري المصري 3 ركلات جزاء، 2 للبنك وواحدة للزمالك، وانتهى اللقاء بفوز “الفارس الأبيض” بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وسببت قراراته التحكيمية جدلًا كبيرًا، حيث اتفق أغلب الخبراء على أنه تغاضى عن احتساب ركلة جزائية لـ الزمالك، واحتسب لهم واحدة أتى منها هدف الانتصار في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع بالشوط الثاني، والذي لم يكن قرارًا تحكيميًا صائبًا، إضافة أيضًا لاحتسابه ركلة جزاء غير صحيحة لصالح البنك الأهلي.

في الركلة الأخيرة التي أتى منها هدف انتصار الزمالك، لم يحتسبها عادل في البداية، لكن تم استدعاؤه بواسطة ميدو سلامة حكم تقنية الفيديو، ليقرر الأول احتساب الركلة الجزائية وسط اعتراض كبير من لاعبي ومدرب البنك الأهلي.

قرارات عادل أثرت بشكل كبير في نتيجة المباراة ونال فريق الزمالك أول 3 نقاط في الدوري المصري هذا الموسم، لكن ما جاء بعد ذلك اللقاء كان أسوأ، حيث تطور الأمر لـ “تسريبات” وخلافه، أدت لتوجيه انتقادات بشكل كبير للحكم، الذي احتسب ركلة جزاء رغم عدم صحتها، أدت لانتصار الزمالك.

تسريبات محمد عادل وميدو سلامة

أحد الإعلاميين كشف عن نص محادثة محمد عادل وميدو سلامة في لعبة ركلة جزاء الزمالك، الأمر الذي أثار دهشة الجميع كون أن عادل أخبر زميله أنه يرى أنه من الصعب أن يتم احتساب تلك اللعبة خطأ لصالح الفريق الزملكاوي، ومع ذلك قام باحتسابها، مشيرًا إلى أنه يملك ذلك التسجيل الصوتي للمحادثة بين الثنائي.

محمد عادل خرج في تصريحات إعلامية ليؤكد عدم صحة تلك الأقاويل، قبل أن يقوم برنامج “الكورة مع فايق” عبر قناة MBC مصر بعرض تسجيل صوتي لنص محادثة محمد عادل وميدو سلامة أثناء استدعاء الأول لمشاهدة لعبة ركلة جزاء الزمالك.

نص المحادثة أوضح أن عادل لم يكن مقتنعًا بأن تلك اللعبة خطأ لصالح الزمالك نظرًا لأن الكرة مرتدة من الأرض ليد لاعب البنك الأهلي، وبالتالي فإن احتسابها ركلة جزاء لن يكون قرارًا صائبًا.

رغم ذلك، أنهى عادل محادثته مع سلامة، وأشار باحتساب ركلة جزاء لصالح الزمالك، أتى منها هدف الانتصار.

محمد عادل شكك في صحة ذلك التسريب، موضحًا أنه تم فبركته والتلاعب به بواسطة الذكاء الاصطناعي، ليتوجه إلى النيابة العامة المصرية، حيث اتهم 4 جهات في التحقيق، قناة وشركة وشخصين، نافيًا صحة التسريب المنسوب إليه، مؤكدًا وجود تعمد للتشهير به، مطالبًا بالتحقيق مع الأطراف المختصة، وأصابع الاتهام هنا وُجهت لـ إبراهيم نور الدين المدير الفني للجنة الحكام، على خلفية الخلافات بينهما في الفترة الماضية.

عادل لم يكتفِ بذلك الأمر، حيث توجه لمباحث تكنولوجيا المعلومات لتحرير محضر وفحص المقطع الصوتي، كما تقدم بشكوى رسمية للهيئة الوطنية للإعلام في مصر، اختصم خلالها صحفي ومقدم أحد البرامج التليفزيونية وقناة فضائية.

بدوره رد إبراهيم فايق على محمد عادل، مؤكدًا أن التسريب صحيح، منتقدًا مقاضاته له ولبرنامجه ولأحد الصحفيين، في الوقت الذي تستمر فيه التحقيقات.

الاتحاد المصري يتحرك

قرر الاتحاد المصري لكرة القدم عقد اجتماع طارئ، قرر خلاله إقالة لجنة الحكام بكامل تشكيلها، وتعيين لجنة جديدة برئاسة ياسر عبد الرؤوف، وبحضور توفيق السيد، تامر دري وعزب حجاج.

وأكد مجلس اتحاد الكرة المصري أنه فور الانتهاء من التحقيقات التي تجريها النيابة العامة، سيتم الإعلان عن كافة التفاصيل المتعلقة بأحداث مباراة الزمالك والبنك الأهلي الدوري المصري 2024-25، وذلك وفقًا للخطاب الوارد من النيابة العامة اليوم إلى الاتحاد.

قرار تعيين ياسر عبد الرؤوف لم يلق قبولًا واسعًا، خاصة من جمهور الأهلي، كون أنه اعتاد الظهور على شاشة قناة الزمالك لتحليل الحالات التحكيمية، ليتم ربطه بنادي القلعة البيضاء، كذلك الأمر بالنسبة لجمهور الزمالك، نظرًا لوجود توفيق السيد كضيف دائم لتحليل الحالات التحكيمية في قناة الأهلي.

وأوضح ياسر عبد الرؤوف أنه سيقدم استقالته من منصبه عند تعيين المجلس الجديد لاتحاد الكرة المصري، لترك الفرصة لهم سواء بالموافقة على استمراره أو تعيين لجنة جديدة.

الجدل التحكيمي مستمر!

استمر الجدل التحكيمي في مباريات بطولة الدوري المصري الممتاز هذا الموسم، ففي مواجهة الأهلي وزد بالجولة الثانية، طالب لاعبو الفريق الأخير باحتساب ركلة جزاء لصالحهم قبل نهاية اللقاء، بداعي وجود خطأ على أحمد نبيل كوكا.

أغلب خبراء التحكيم المصريين أقروا بوجود خطأ لصالح زد كان يستوجب احتساب ركلة جزاء لصالحهم، لكن بتواصل عدد من البرامج التليفزيونية والمنصات الإعلامية مع حكام أجانب، تم الاتفاق على صحة قرار الحكم بعدم احتساب ركلة جزاء، أبرزهم الحكم السويسري يورس ماير حكم نهائي دوري أبطال أوروبا 2002، والذي أكد أن الخطأ كان ضد لاعب زد لصالح كوكا.

خطوط التسلل لا تُوضح التسلل!

أسامة حسني قائد الأهلي السابق فجر مفاجأة من العيار الثقيل بتصريحات على عهدته، مدعيًا أن الحكام السابقين ينسقون عبر مجموعة على تطبيق "واتساب" للاتفاق على تفسير الحالات المثيرة للجدل، مما يؤدي إلى تطابق آرائهم في القنوات. 

وأضاف حسني، في إشارة إلى حالة ركلة الجزاء في مباراة الأهلي وزد، أن جميع المحللين المحليين اعتبروها صحيحة لصالح فريق زد، في المقابل، أشار إلى أن جميع المحللين الأجانب الذين ظهروا على القنوات أكدوا أنها ليست ركلة جزاء.

وفي الجولة الثانية من الدوري المصري الممتاز، واجه الزمالك مضيفه سموحة لينتصر بثنائية، منها هدف لمصطفى شلبي سبب لغطًا تحكيميًا كبيرًا، فاتحًا بابًا جديدًا للحديث عنه فيما يخص التحكيم المصري، وهو عدم صحة خطوط التسلل الخاصة بتقنية الفيديو، رغم وجود تقنيات حديثة يتم استخدامها في عدد من الدوريات العربية والأوروبية، من أجل الوصول لقرار دقيق بخصوص تلك الحالات التحكيمية الخاصة بالتسللات.

شارك: