أرقام سلبية ومحطات مؤثرة في مشوار يوسف بلايلي
فتح إعلان نادي مولودية الجزائر التوقيع مع المهاجم يوسف بلايلي الباب على مصراعيه للحديث عن العديد من الأمور المتعلقة باللاعب والصفقة على حد السواء، خاصةً السلبية منها.
ولا يختلف اثنان على نجاح إدارة المولودية في التمكن من حسم أفضل صفقة لها في الدوري الجزائري أو يمكن تصنيفها على أنها الأفضل داخل أفريقيا بالنظر إلى مستوى اللاعب والتأثير الكبير الذي يعود به على النادي الذي يوقّع له، وكذلك مع المنتخب الجزائري.
إنهاء صفقة بلايلي وخطفه من عدة أندية كانت تريد ضمه على غرار نادي الوداد المغربي أو الزمالك المصري أو حتى ناديه السابق الترجي الرياضي وطرابزون سبور التركي، بقدر ما أثلج صدور مشجعي "العميد"، فثمة محطات سلبية بمشوار اللاعب تثير قلقهم، خاصةً ما يتعلق بالجانب الانضباطي، وكذلك عدم استقراره في أيٍّ من الفرق التي لعب لها خلال العشر سنوات الأخيرة.
وفي هذا التقرير نسرد مشوار يوسف بلايلي مع مختلف الأندية التي لعب لها، وكذلك الأحداث التي وقعت له خلال تجاربه، فضلًا عن طريقة خروجه من الأندية التي لعب لها قبل نهاية كل موسم:
أول عقد احترافي مع الترجي التونسي
لعب بلايلي لأول مرة خارج الجزائر في صفوف نادي الترجي الرياضي التونسي وبالتجديد في عام 2012، قادمًا من نادي مولودية وهران بعد موسمين لعبهما في الفريق، واكتمل موسمه الأول في تونس بشكل عادي؛ لكن الموسم الثاني دخل فيه في دوامة المشاكل مع إدارة الترجي.
وكان الرئيس حمدي المدب قد صرّح وقتها بأنه عاقب بلايلي بسبب مشكلات انضباطية جعلته يبعده عن تدريبات الفريق، رغم تصريح اللاعب بأن أصل المشكلة التي حصلت هي أن إدارة الترجي أرادت تمديد عقده من دون الزيادة في راتبه وهو ما أزّم الوضع بين الطرفين.
العودة إلى الجزائر في موسم 2014-2015
عاد بلايلي إلى الدوري الجزائري بعد تفاقم المشاكل مع إدارة الترجي التونسي وعدم التوصل إلى اتفاقٍ يرضي الطرفين، ليوقّع مع بطل الجزائر آنذاك -اتحاد العاصمة- في صفقة كانت هي الأحسن، تمكن من إنهاء موسمه الأول في المرتبة السابعة مع تألقٍ قاريّ في دوري أبطال أفريقيا.
لكن بلايلي لم يكمل المشوار مع الاتحاد بسبب ثبوت تعاطيه للمنشطات، لتتم معاقبته بإيقاف لمدة أربع سنوات أنهت مشواره مع اتحاد العاصمة قاريًّا في دور المجموعات، وجعل فريقه يخسر فرصة كبيرة في تحقيق لقب دوري أبطال أفريقيا بالخسارة من مازيمبي الكونغولي في النهائي.
تقليص مدة العقوبة في 2017 والعودة من الباب الواسع
استفاد بلايلي من قرار لجنة العقوبات بتقليص عقوبة الإيقاف التي كانت مُسلّطة عليه من أربع سنوات إلى سنتين ليعود في موسم 2017-2018 إلى الميادين من بوابة نادي أنجيه الفرنسي، ليخوض تجربة جديدة تفاءل الجميع بها، على أن تكون العودة الحقيقية للموهبة الجزائرية، خاصةً بعد التوقف لسنتين عن لعب كرة القدم، إلّا أن الأمور سارت على نحو سيئ.
العودة إلى تونس
تلاشت أحلام عشاق ومتابعي اللاعب بلايلي في تجربته الجديد بالنجاح والتألق في الدوري الفرنسي عندما قرر فسخ عقده مع الفريق والعودة إلى تونس من بوابة فريقه السابق الترجي الرياضي التونسي.
ودخل اللاعب في مشكلات أخرى مع إدارة أنجيه الفرنسي التي قررت التخلي عنه، ليحط الرحال من جديد في تونس مع الترجي، فكانت تجربة أخرى هي الأفضل مقارنةً بالتجارب السابقة حيث لعب موسمين تُوّج خلالهما بدوري أبطال أفريقيا مرتين، والدوري التونسي مرتين وكأس السوبر مرة واحدة.
تجربة قصيرة في الخليج
خاض ابن مدينة وهران مجددًا تجربة جديدة في مشواره، وكانت في صفوف الأهلي السعودي، إذ وقّع على عقد لمدة 3 سنوات، لكنها لم تكتمل بسبب المشاكل الانضباطية، ودفع ذلك باللاعب إلى تغيير الفريق مرة أخرى والانتقال إلى دوري نجوم قطر من أبواب نادي قطر، الذي لعب له موسمًا واحدًا قبل أن تتأزم وضعيته بسبب مشكلات مع إدارة النادي عجّلت برحيله.
مرحلة جديدة في فرنسا
عاد بلايلي ليخوض تجربة أخرى في الدوري الفرنسي على أمل في إيجاد الفريق الذي يبرز فيه إمكانياته الكبيرة، فكانت الوجهة نادي ستاد بريست الذي وقّع له على عقد قصير المدى، تمثل في بقائه لستة أشهر بدايةً من الميركاتو الشتوي 2022.
وقررت إدارة بريست تجديد عقد بلايلي الذي تألق في نصف الموسم الذي قضاه مع الفريق، لكن اللاعب قرر الرحيل عن النادي بعد أشهر قليلة فقط من تجديد العقد بحجة عدم تمكنه من العيش بعيدًا عن عائلته، ليختار بعدها نادي أجاكسيو لإنهاء موسمه في الدوري الفرنسي، الذي لم يكتمل لسوء الحظ بعد أن تورط بلايلي في مشكلات جديدة، عجّلت بخروجه منه قبل نهاية عقده.
وبقي اللاعب دون فريق منذ ربيع العام الحالي، قبل أن يتوصل إلى اتفاق مع إدارة مولودية الجزائر التي وقّع لفريقها عقدًا بسنتين حتى عام 2025، على أمل أن يستعيد لياقته ومستواه المعهودين، على بُعد أشهر قليلة من موعد نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023 في كوت ديفوار.