أرسنال "الطباخ" تذوق السم وتبديل خاطئ من أرتيتا
تلقى أرسنال هزيمته الأولى له هذا الموسم في البريميرليغ وذلك بعدما سقط أمام مضيفه بورنموث بهدفين نظيفين في المباراة التي أقيمت بين الفريقين في ملعب "فيتاليتي" ضمن مباريات الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وتوقف رصيد الغانرز عند 17 نقطة في المركز الثالث بفارق الأهداف أمام أستون فيلا وخلف مانشستر سيتي وبفارق نقطة خلف المتصدر ليفربول الذي سيواجهه الفريق اللندني دون مدافعه الفرنسي ويليام ساليبا الذي طُرد في مباراة اليوم ولعب أرسنال من دونه لساعة.
أرسنال كان متحفظًا وبورنموث هادئ، المباراة كانت مغلقة وبطيئة جدًا في أغلب فتراتها خاصة قبل طرد ساليبا، كيف لا وقد لعب أرسنال متحفظًا كثيرًا لا يحاول الضغط على لاعبي بورنموث بشكل جماعي ولا يسعى لاستخلاص الكرة سريعًا لنرى ميكيل ميرينو يتحول لماكينة للركض الهادئ خلف قلبي دفاع بورنموث ولاعبي وسطه مع محاولات خجولة من كاي هافيرتز للضغط.
في المقابل كان بورنموث هادئًا صبورًا، لديه استعداد أن يقضي نصف ساعة يمرر في الخلف دون استعجال لإرسال الكرة للجانب الآخر من الملعب، وساعده في ذلك عدم ضغط أرسنال على خطه الخلفي.
لكن عندما يقرر بورنموث تطوير الهجمة كان جليًا أنه يعرف وجهته جيدًا، فجبهته اليسرى كانت جاهزة طوال الوقت لأن تكون الملجأ الدائم للكرات الأمامية من خط الدفاع مباشرة إلى سيمينيو ومن خلفه الظهير كيركيز الذي كان نشيطًا في الشوط الثاني.
طرد كارثي.. وتبديل خاطئ
رغم كل ما سبق؛ لم يكن آرسنال مهددًا فعليًا في اللقاء، فهو لم يكن خطيرًا؛ لكن مرماه كان كذلك في مأمن إلى حدٍ كبير، حتى أتت لقطة مفصلية للغاية في المباراة عندما مرر تروسارد بشكل خاطئ للخلف واضعًا ويليام ساليبا في موقف لا يُحسد عليه.
مع ذلك كان غريبًا أن نجد ساليبا يتعامل مع اللقطة بهذا الشكل. نحن نتحدث هنا عن لاعب يُطرد لأول مرة في تاريخه في مباريات الدوري بالدوريات الخمسة الكبرى أي أنه ليس لاعبًا متهورًا أو عنيفًا، ومع ذلك قرر ساليبا أن إيقاف إيفانيلسون لا يمكن أن يتم إلا بهذه الطريقة رغم أن اللقطة كانت بالكاد بعد منتصف الملعب.
أيهما تفضّل؟ التأخر في النتيجة قبل ساعة على نهاية المباراة أم اللعب لمدة ساعة منقوصًا؟ إجابة ساليبا كانت الخيار الثاني أو ربما كانت اللقطة أسرع من أن يفكر في مثل هذه الخيارات، بل إنه لم يفكر في أن فريقه سيخسره في قمة مهمة سيخوضها أرسنال أمام ليفربول لتزداد متاعب فريق ميكيل أرتيتا.
ويبدو أن أرتيتا قرر أن يضاعف من متاعبه بعدما قرر أن التبديل المناسب لإشراك مدافع جديد يكمن في إخراج ستيرلينغ وليس تروسار. المبرر الوحيد لمثل هذا القرار في عدم إشعار البلجيكي بأنه يُعاقب على تمريرته الكارثية، لكن لا يوجد أي منطق في إخراج اللاعب الأسرع بوضوح من بين تروسارد وستيرلينغ، واللاعب الأقدر على أن يكون حاضرًا في الهجمات المرتدة ليفقد أرسنال المزيد من قوته في القادم.
الملاحظ هو أنه على طول الخط خلال المباراة سواء قبل الطرد أو بعده، لم يمتلك أرسنال أي لاعب قادر على أن يتأنى في إخراج الكرة من قدمه. الجميع يتخلص منها بسرعة بمجرد ممارسة أي ضغط عليه.
المفترض أن يكون توماس بارتي هو المنوط بمثل هذا الأمر لكنه لم يفعل. لا يمتلك أرسنال لاعبًا قادرًا على الالتفاف بالكرة والهروب من الضغط مع الاحتفاظ بالكرة في قدمه لبعثرة أي عملية ضغط، فلاعبو الوسط متشابهون في طريقة لعبهم إلى حدٍ بعيد، وميكيل ميرينو يمثل إضافة للفريق على المستوى البدني لكنه ليس إضافة للفريق في هذا الصدد قط.
أرسنال.. طبّاخ السم يتذوقه!
المثل المصري يقول "طبّاخ السم يدوقه"، وهي تحريف لكلمة يتذوقه. وقد تذوق أرسنال من سمّه الذي أطعمه للكثير من فرق البريميرليغ من كرات ثابتة مميزة ومبتكرة، لكنه اليوم تلقى واحدة من اللعبات الذكية من ركلة ركنية بعد عمل جماعي ذكي ومثالي انتهى بهدف رائع في منتصف الشوط الثاني.
لكن قبل هذا الهدف كان بورنموث يشدد من ضغطه ويخترق جبهة بن وايت بكثافة ليرسل كيركيز وأكثر من لاعب توافد على الجبهة اليسرى الكثير من الكرات العرضية عاليةً كانت أو أرضية.
وكاد أرسنال أن يتقدم في النتيجة وذلك بعدما اشترك جابرييل مارتينيلي ليستغل خطأ من كيبا أريزابالاغا لكن بديل تروسارد رفض هو الآخر التسجيل في إعلان واضح أن مركز الجناح الأيسر في الغانرز كان سيئًا في هذه الأمسية.
تبديلات المدير الفني لبورنموث إيراولا كانت مؤثرة جدًا، فبخلاف الركلة الركنية المثالية، كان كريستي يشترك ويسجل وكذلك يسجل كلويفرت من علامة الجزاء بعد تدخل اضطراري لرايا على مهاجم بورنموث، الفريق الذي استحق الفوز لتكتمل مباراة للنسيان لأرتيتا ورجاله آملين في أن تكون الفترة القادمة أفضل، لكن الفريق سيكون مطالبًا بإيجاد حلول ضرورية لفريق تنخفض قوته الهجومية بشدة دون ساكا وأوديغارد.