قبضات قاتلة.. عالم الفن النبيل الغارق في الضحايا

تاريخ النشر:
2022-08-29 09:53
بطل الملاكمة الأسطوري محمد علي كلاي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

"إنجازات محمد علي كلاي وشهرة مايك تايسون" دائماً ما تكون حاضرةً في مخيّلتهم على الدوام، تثير رغبتهم الجامحة في أن يكونوا أساطير للعبة، وأن يطيحوا بخصومهم واحدًا تلو الآخر، سعيًا للشهرة والأموال الطائلة. هو حلم واحد يداعب عقول آلاف الملاكمين الصغار في السن، الذين يتدربون يوميًّا في الصالات بشتى أنحاء العالم أملًا في تحقيقه.

لكن هذه الأحلام قد تطيح بها ضربة قاضية يوجهها لك أحد المنافسين على حين غرة، لتخر صريعًا بعدها لا حول لك ولا قوة، وهذا ما حدث مع الملاكم الجنوب أفريقي، سيميسو بوثيليزي، الذي قضى نحبه يوم الـ7 من شهر يونيو/ حزيران الماضي في بطولة أفريقيا للوزن الخفيف أمام مواطنه سيفسيل موتونغا، بعدما وجّه له الأخير لكمةً قاضيةً أحدثت نزيفاً في الدماغ، لينضم سيميسو إلى قائمة الملاكمين ضحايا الحلبات.

وكان من بين آخر ضحايا الفن النبيل هو الملاكم الأمريكي باتريك داي، الذي رحل عن عمر ناهز الـ 27 عامًا في شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019 جراء ضربة قاضية وجهها إليه مواطنه الملاكم تشارلز كونويل، وأحدثت نزيفًا حادًّا في الدماغ لم تنفع معها محاولات الأطباء لإيقافه وإبقاء صاحبه على قيد الحياة.

أربعة ملاكمين لقوا حتفهم في 2019

ويُعتبر باتريك داي الاسم الرابع الذي يغادر حلبات الملاكمة والحياة في عام 2019، قبل جائحة كورونا التي قلّصت وبشكل كبير من حجم النزالات على الألقاب العالمية المختلفة، وقد سبق داي في العام نفسه كل من البلغاري بوريس ستانشوف والأرجنتيني هوغو ألفريدو الملقب بـ"ديناميتا" "23 عاماً" متأثرًا بإصابات بالغة.

وتعرّض ألفريدو لهذه الإصابات خلال نزاله مع الأوروغوياني إدواردو خافيير، حيث بدأ بالنزف في الجولة الرابعة، لكنه تحامل على نفسه حتى نهاية النزال، قبل أن يفقد وعيه ويُنقل إلى المستشفى وهو يعاني من تورم في المخ ونزيف حاد، وتدهور في وظائف أعضائه الحيوية، ليتوفى بعدها.

الملاكم باتريك داي


وفي يوليو/ تموز 2019، رحل الملاكم الروسي مكسيم دادشيف، الذي انهار أمام الملاكم البورتوريكي سوبريل ماتياس، بعد 11 جولة، ليُنقل إلى المستشفى ويموت بعد 3 أيام، إثر  إصابته بنزيف دماغي حاد، جراء الضربات التي تلقاها  في رأسه.

الحديث عن موت الملاكمين ليس وليد هذه الأيام، بل سبق أن تم تناوله مرارًا وتكرارًا؛ ففي عام 1995 نشرت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية تقريرًا مطولًا أشارت فيه إلى أن أكثر من 500 ملاكم ماتوا في حلبات الملاكمة وخارجها، وهي الحالات التي تم تسجيلها بشكل رسمي؛ لكن الصحيفة ألمحت إلى أن العدد يفوق ذلك بكثير.

1953 العام الأكثر دموية في حلبات الملاكمة

بدأت عملية رصد حالات الوفاة في الحلبات بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا في عام 1947، الذي شهد أول حالة وفاة "مسجلة" للملاكم جيمي دويل بعد 17 ساعة من تعرضه لضربة قاضية من راي روبسون في نهائي بطولة العالم للوزن الخفيف، علمًا أن جيمي كان يعاني من ارتجاج في المخ قبل 15 شهرًا على هذا النزال.

في حين أشارت صحيفة "ذا إندبندنت" إلى أن عام 1953 شهد تسجيل 22 حالة وفاة جراء الملاكمة بشكل رسمي، وهو العام الذي يعتبر الأكثر دموية في تاريخ اللعبة، رغم أن الإحصائيات في كثير من الأحيان تعاني من عدم الدقة بسبب وجود العديد من حالات الوفاة غير المسجلة بشكل رسمي، إلى جانب وجود حالات أخرى بسبب مضاعفات الملاكمة، والتي قد تحدث بعد النزالات بأسابيع وربما سنوات.

وتختلف إجراءات السلامة المتبعة ما بين ملاكمة الهواة المعتمدة في الألعاب الأولمبية وملاكمة المحترفين؛ فالأولى يرتدي فيها الملاكم خوذة الرأس وينازل منافسه على مدار 3 جولات فقط، في حين أن ملاكمة المحترفين يخوضها الرياضيون برؤوس عارية، ويستمر فيها النزال لفترة أطول قد تصل إلى 12 جولة في النزال الواحد.

محمّد علي كلاي.. رحل وهو يعاني من الشّلل الرّعاشي

عُرِف عن محمد علي كلاي بأنه صاحب اللكمة الأسرع في تاريخ الملاكمة على الإطلاق، والتي بلغت سرعتها 900 كم في الساعة فيما قدرت قوتها بـ 1000 باوند.

الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي


عانى كلاي من الشلل الرعاشي بعد اعتزاله بسبب الضربات التي تلقاها طوال مسيرته، إذ لازمه هذا المرض وقوّض من حضوره إلى أن وافته المنية في عام 2016 عن عمر ناهز الـ 74 عاماً، بعدما رافقه هذا المرض منذ عام 1984، إثر اعتزاله اللعب بـ3 أعوام تقريبًا.

شارك: