سر تفوّق وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية في الأولمبياد
انتهت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "باريس 2024" رسميًّا أمس الأحد، وسط تربع بعثة الولايات المتحدة الأمريكية على صدارة الترتيب، متفوقة على المنافس المباشر الصين.
وتمكنت البعثة الأمريكية من حصد أكبر عدد للميداليات في باريس 2024، بواقع 126 ميدالية، ليتمكنوا من الحفاظ على المركز الأول للدورة الرابعة على التوالي وللمرة الـ19 في التاريخ، كأكثر دولة تحصلت على هذا المركز منذ انطلاقة الألعاب الأولمبية في عام 1896، يليها الاتحاد السوفيتي بـ6 مرات فقط، وهو ما يوضح الفارق بين الرياضي الأمريكي وأي رياضي آخر.
ويسلط موقع "winwin" في هذا التقرير الضوء على السيطرة الأمريكية في دورات الألعاب الأولمبية، والسبب وراء تلك الهيمنة والتفوق الواضح.
المدارس والجامعات
يأتي الاهتمام الرياضي في الفئات السنية الأصغر بالمدارس والجامعات على مستوى جميع الولايات، كسبب أبرز في التفوق الأمريكي بالعديد من الرياضات الفردية والجماعية.
وتعد الجامعات وبدرجة أقل المدارس الثانوية، بمثابة المفتاح السحري للولايات المتحدة من أجل الاستحواذ على كبر عدد من الميداليات في مختلف الألعاب، حيث نجحت الجامعات في إخراج العديد من الأبطال الأولمبيين عبر التاريخ.
يرجع ذلك إلى النظام الأمريكي المهتم بالرياضة بشكل كبير في المدارس والجامعات، حيث يتمتع كل طالب متفوق في الرياضة بالعديد من الامتيازات في الدراسة والحياة الجامعية، تحت مظلة العديد من المنظمات الرياضية في الألعاب الفردية والجماعية، مثل الرابطة الوطنية لألعاب القوى الجامعية، وبالطبع دوري كرة السلة للجامعات، الذي يتغذى عليه دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA) كل موسم، باختيار كل فريق لاعبًا صاعدًا من لاعبي فرق الجامعات.
لوضع ذلك في مقارنة، فإن جامعة ستانفورد الأمريكية قد صدّرت آلاف الرياضيين الشباب لتمثيل أمريكا في الأولمبياد عبر التاريخ، ونجحت في حصد 335 ميدالية عبر التاريخ، من بينها 39 ميدالية في أولمبياد باريس 2024، ما يعني أنها كانت ستحتل مرتبة من الـ10 الأوائل من الترتيب العام بدلًا من ألمانيا لو كانت دولة.
التطور في التكنولوجيا وتطبيقها في الرياضة
يأتي السبب الثاني لتفوق الولايات المتحدة الأمريكية في الأولمبياد، هو التطور العلمي والتكنولوجي الذي يتم تطبيقه في الرياضات المختلفة، سواء كانت برامج تحليلية أو إمكانات حديثة في التدريب من الجانب البدني والنفسي، تساعد على التطور والوصول لمراحل غير مسبوقة في العديد من الرياضات.
كما يلعب التطور العلمي والتطور في التكنولوجيا دورًا كبيرًا في عمليات الاستشفاء وقلة الإصابات، والحفاظ على أفضل مستوى لأفضل فترة ممكنة، ما يعني أن البطل الذي يتم تأسيسه بشكل صحيح يستطيع المنافسة لفترات أطول.
التنوع العرقي في الولايات المتحدة الأمريكية
يلعب التنوع العرقي للشعب الأمريكي دورًا أيضًا في الهيمنة على الميداليات الأولمبية، حيث يمنح ذلك الأمريكان فرصة للمنافسة في العديد من الرياضات المختلفة، والتي تحتاج إلى تميز جسماني أو عضلي كبير.
على سبيل المثال، الولايات المتحدة الأمريكية تمكنت من حصد الذهب في رياضات مثل كرة السلة والسباقات وألعاب القوى، وهي ألعاب تعتمد على القوة الجسمانية واللياقة البدنية العالية، بجانب تتويجهم بميداليات في ألعاب تحتاج إلى مهارات مختلفة.
وتركز الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على هذا التنوع الكبير في الرياضيين، مؤكدة أنه سبب رئيسي في التفوق، بجانب جذب الدعم من جميع الشعب الذي يرى الشبه الكبير بينه وبين الأبطال الذين يمثلونه.