خيبة لدى الرياضيين والاتحادات لغياب الجماهير في الأولمبياد
شعرت اتحادات رياضية ورياضيون بخيبة أمل بعد قرار منع الحضور الجماهيري في أولمبياد طوكيو الذي سينطلق يوم 23 يوليو/ تموز الجاري، لكنهم نفوا إمكانية تأثير ذلك على الأداء وأكدوا أنه يجب إقامة البطولة.
وقرر المنظمون أمس الخميس منع حضور الجماهير في الأولمبياد بسبب زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في اليابان وإعلان حالة الطوارئ في العاصمة.
وقالت الأمريكية كندرا هاريسون، صاحبة الزمن العالمي في سباق 100 متر حواجز، إن عدم وجود الجماهير لن يؤثر على آمالها في حصد ميداليتها الأولمبية الأولى.
وأبلغت هاريسون محطة سبكترم نيوز 1 "في خضم مواجهة الأفضل في العالم، لا تهتم حقا بالموجودين في المدرجات. القلق الوحيد هو الخروج وتقديم أفضل ما لديك".
واتفق إنغمار دي فوس رئيس الاتحاد الدولي للفروسية مع تصريحات الاتحادات الرياضية الأخرى عندما عبر عن تفهمه واحترامه لقرار المنظمين.
غضب وخيبة أمل
وأضاف لرويترز: "عدم وجود الجماهير في طوكيو أمر مؤسف، لكن الأهم هو إقامة (الأولمبياد) وأن يتنافس أفضل الرياضيين في العالم بعد سنوات من الاستعداد لهذه اللحظة المهمة، رغم أن الأجواء ستكون مختلفة تماما، غير أن الرياضيين سيركزون على ما يجب فعله من أجل النجاح وتحقيق أهدافهم".
وقالت اللجنة الأولمبية النيوزيلندية إن رياضييها كانوا يستعدون لهذا السيناريو وعدم وجود جماهير. وتابعت كايلي ويلسون الطبيبة النفسية للفريق: "الرياضيون استعدوا لعدم وجود جماهير، هذا الأمر كان أساسيا في استعدادهم لهذه الألعاب".
وأشار مايكل بول، مدرب السباحة الأسترالي المخضرم، إلى أن أكثر من نجحوا في الأولمبياد هم من تأقلموا سريعا مع الأوضاع المتغيرة. وأبلغ الصحفيين اليوم الجمعة بقوله: "لو كانت البطولة ستبدأ في الغد وحدث هذا الأمر لربما أصبحت مشكلة كبيرة، لكن هناك أسبوعان للجميع من أجل التأقلم وأعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام".
تفهّم وتفاؤل رغم الإحباط
ومن جهتها، عبرت اتحادات رياضية عن خيبة أملها لقرار منظمي أولمبياد طوكيو حظر حضور المشجعين، لكنها أبدت تفهمها لحاجة اليابان لاتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة جائحة كورونا.
وصرح رئيس الوزراء يوشيهيدي سوجا بأنه من المهم الحيلولة دون أن تصبح طوكيو، التي تشهد انتشارا للسلالة دلتا شديدة العدوى، مصدرا لموجة جديدة من الجائحة.
وسيتم التشديد أيضا على عشاق الرياضة بعدم التجمع لمتابعة مسابقات تقام على الطرق العامة مثل رياضة الثلاثي، رغم أن المسؤولين قالوا إن بعض الملاعب خارج منطقة طوكيو الكبرى ستسمح بحضور أعداد صغيرة من المشجعين.
وقال الاتحاد الدولي لألعاب القوى إن الرياضيين باتو الآن أكثر اعتيادا على المنافسة في ملاعب غير ممتلئة، لكنهم كانوا يفضلون على كل حال اللعب أمام "جماهير صاخبة" في ألعاب طوكيو.
وأضاف الاتحاد في بيان: "إنه أمر محبط للجميع. بالنسبة لعشاق الرياضة في طوكيو واليابان فإن الحصول على فرصة مشاهدة أفضل الرياضيين في العالم ينافسون أمامهم لا تتكرر كثيرا.
"بالطبع نحتاج إلى تفهم القرارات التي تتخذها كل دولة على حدة والالتزام بها، لأن هذا الفيروس يؤثر على كل الدول والمناطق بشكل مختلف. ما يجب أن نركز عليه جميعا في عالم الرياضة هو اتخاذ قرارات شجاعة تكون عادة في غاية الصعوبة".
وقال الاتحاد الدولي للهوكي إنه كان يتوقع حضور خمسة آلاف و 2500 مشجع على الترتيب في الملعبين اللذين سيستضيفان المنافسات. وأضاف: "بينما نأسف بشدة لأن الوضع الصحي يحول دون حضور المشجعين المنافسات فإننا نتفهم تماما وندعم قرار السلطات اليابانية والمنظمين واللجنة الأولمبية الدولية.
منافسة عظيمة
وقال الكويتي حسين المسلم، الرئيس المنتخب الجديد للاتحاد الدولي للسباحة، إن الاتحاد كان يأمل في إقامة المنافسات أمام مدرجات ممتلئة بنسبة 50 في المئة على الأقل.
وأضاف لرويترز: "لكن هذا القرار بالطبع في يد منظمي ألعاب طوكيو والسلطات اليابانية، لكن مع ذلك يملك الرياضيون الكثير من الطرق الجذابة للتفاعل مع أنصارهم وعشاق الرياضة في بلادهم، ويثق الاتحاد الدولي للسباحة في أن أبطاله سيواصلون تقديم عروض قوية تمتع المشاهدين عبر شاشات التلفزيون في منازلهم".
وحظر الجماهير هو أحدث انتكاسة تواجه الأولمبياد المتعثر المؤجل بالفعل من العام الماضي بسبب الجائحة وشابته سلسلة انتكاسات تشمل تجاوزات ضخمة في الميزانية المحددة.
وعلى مدى أسابيع قال خبراء صحة إن إقامة الأولمبياد بدون جمهور سيكون الخيار الأقل خطرا، وسط زيادة القلق الشعبي من أن يؤدي توافد آلاف الرياضيين والمسؤولين إلى موجة جديدة من الإصابات.
وقال الاتحاد الألماني لألعاب القوى إن قرار المنظمين "معقول ومناسب" في ضوء الوباء. وأضاف: "ينبغي ألا تساهم الأولمبياد في زيادة معدلات الإصابة بالفيروس على المستوى الوطني وكذلك على المستوى العالمي".
"بشكل عام يجب على المنظمين ألا يدخروا أي جهد أو تكلفة في إطار واجباتهم لتقليل مخاطر الإصابة بالعدوى بين جميع المشاركين والعاملين بكل الوسائل والإجراءات الممكنة، وهذا ينطبق أيضا على قواعد النظافة والسلامة".
وأبلغت اللجنة الأولمبية الكندية رويترز: "حالة الطوارئ في اليابان مختلفة تماما عن الإجراءات المطبقة في أونتاريو على سبيل المثال والتي ما زالت تحظر التجمع في المناطق المغلقة".
"في اليابان، يستطيع الجميع الذهاب إلى السينما وتناول الطعام في المطاعم واستخدام وسائل النقل العامة والعمل في المكاتب. بدون أدنى شك غياب الجماهير في الأولمبياد سيؤدي إلى تجربة مختلفة للجميع في طوكيو".
كيريوس يقاطع أولمبياد طوكيو
وبالمقابل، قال نيك كيريوس إنه لن يمثل أستراليا في منافسات التنس في أولمبياد طوكيو إذ لا يريد اللعب في ظل غياب الجماهير.
وكتب كيريوس البالغ عمره 26 عاما في مواقع التواصل الاجتماعي: "كنت أحلم بتمثيل أستراليا في الأولمبياد، وأعلم أنني ربما لن أحصل على هذه الفرصة مرة أخرى، لكني على دراية بنفسي. فكرة اللعب أمام مدرجات خالية لا تناسبني مطلقا".
وأشار كيريوس إلى أنه لا يريد حرمان رياضي أسترالي آخر من تمثيل بلاده وسيقضي هذا الوقت للتعافي. وانسحب كيريوس من الدور الثالث ببطولة ويمبلدون أمام فيلكس أوجيه ألياسيم السبت الماضي بسبب إصابة في البطن.