بالفيديو.. راي باسيل تحلم بالذهب الأولمبي بلسماً لجراح لبنان
عندما رأيتها للمرة الأولى بعد غياب عن لبنان دام لأكثر من عقدين، كانت راي باسيل تمسح دموع إحدى الناشئات وتحثها على المثابرة وعدم الاستسلام في إحدى حقول الرماية في جبل لبنان حيث يتدرب المنتخب اللبناني وعلى رأسه المصنفة الأولى عربياً وآسيوياً باسيل.
راي بطلة العالم عام 2016 وبطلة آسيا عام 2019 وما نالته بينهما من المعدن النفيس أو من الفضة والبرونز في المحافل الخارجية، لم يثنها عن التفكير في كيفية إعادة لبنان إلى الخارطة الأولمبية بعد طول غياب، لن ترتاح قبل أن يرفرف العلم اللبناني في ألعاب طوكيو التي تأهلت إليها بعد بطولة مشهودة في الدوحة وليس ببطاقة دعوة.
تقول باسيل إن المشاركة الأولمبية الأولى في لندن عام 2012 منحتها الثقة والخبرة، أما الثانية في ريو دي جانيرو فجعلتها تتأكد ألا شيء يبقى من المستحيلات متى وجدت الإرادة وعقد العزم والدليل أنها كانت قريبة جداً من الحلم.
الرامية الذهبية التي أصابت عرش الرجال ووصلت إلى العالمية كسرعة الرصاص تتحدث بحسرة عن لبنان والواقع المالي والاقتصادي وغياب الدعم ولو بالحد الأدنى، ورغم كل ذلك تصر على الاستمرار حتى في ظل جائحة كورونا التي فاقمت مشاكل لبنان والقطاع الرياضي فيه.
سفيرة النوايا الحسنة للشباب لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لا تعترف بالصعاب وتؤمن بالمساواة بين الجنسين وهي التي لا ينافسها أحد من الرجال. هنا كونها أول لبنانية تدخل معترك رماية التراب وتصل للعالمية لتفوز بثلاث ميداليات متتالية في كأس العالم لهذه الفئة التي غالباً ما يهيمن عليها الرجال.
راي التي فتحت الأبواب للمرأة العربية لدخول المعترك تقول إن المنافس في الرماية ليس الرجل الذي يقف إلى جانبها ولا بندقيته، إنما الصحن الذي يطير من الحفرة في كل اتجاه، مشددة على أهمية الناحيتين النفسية والذهنية في هذا المجال أكثر من جنس المنافس، خاصة أنها في لبنان لم تر تمييزاً بين الجنسيين كون هذا البلد تخطى ذلك منذ أمد بعيد.
عام من التوقف بسبب الجائحة استفاقت منه راي، المتأثرة بوالدها جاك باسيل الرامي السابق ولاعب الكرة الطائرة، على وقع انفجار بيروت الرهيب فكانت حاضرة في المكان المناسب لمساعدة المنكوبين، وتقول إنها منذ اللحظة الأولى كانت بجانب أهل بيروت المصابين معتبرة أن البطولة هي الواجب الوطني قبل أي أمر آخر.
تحب راي أن تكون فاعلة ومؤثرة في المجتمع وتستذكر الزيارات التي كانت تقوم بها إلى القرى اللبنانية النائية للتشجيع على ممارسة الرياضة وإخبار الصغار عن تجربتها. كما تعتبر باسيل أن الدوحة كانت محطة استثنائية لن تنساها، أهدت فيها بلدها الجريح ميدالية من المعدن النفيس وهي تنظر اليوم رغم الصعوبات بعين ثاقبة نحو الذهب الأولمبي، حلم تتمسك به رامية لبنان العالمية كما تتمسك ببندقية خشبها صلب كأرز لبنان.