جيرارد بيكيه: من غياهب الموت إلى نعيم كرة القدم

2020-07-18 14:34
Source
+ الخط -

الكاتب : سعيد جودة 

ثماني وأربعون ساعة كانت الأطول على عائلة جيرارد بيكيه الطفل ذي السبعة عشر شهراً الذي لحق كرة القدم فأسقطته من شرفة جده إلى غيبوبة كتب الله له النجاة منها ليكمل حياته مع من أحب كرة القدم.

جيرارد بيكيه من عائلة كاتالونية ميسورة الحال؛ أب يعمل في المحاماة والأعمال، و أم تدير مستشفى، ما جعل ذلك الصغير لا يشتهي شيئاً في حياته سوى الابتعاد عن الخط المهني لتلك العائلة وتكوين مستقبله ومهنته الخاصين.

بلغ الطفل الفارع الطول العاشرة من عمره، وانضم إلى أكاديمية برشلونة، شاهد الجميع فيه مدافع كاتلونيا الأول وقيصراً إسبانياً يشبه في البنية والأداء الألماني الشهير فرانس بيكينباور ، وكبر جيرارد وترعرع إلى جانب ليونيل ميسي وسيسك فابريغاس.

وعلى الرغم من كل تلك الموهبة لم يجد بيكيه مكاناً له في برشلونة؛ إذ وجد نفسه فجأة في مسرح الأحلام في أولد ترافورد معقل مانشستر يونايتد، وتحت إمرة السير أليكس فيرغسون، ورفقة الولد المدلل في ذلك الوقت البرتغالي كريستيانو رونالدو والإيرلندي روي كين الذي كان وبقي حتى اليوم يشكل له حالة من الفزع والرعب أكثر من فيرغسون نفسه، فلم يجرؤ على الاعتراف بأن هاتفه كان يرن في غرفة تبديل الملابس في أثناء حديث السير أليكس،  وحتى عندما ترك النادي لم يكمل عملية الإحماء في إحدى مباريات فريقه برشلونة؛ لأنه كان يقف على جانب الملعب القريب منه!

وعلى الرغم من عدم إيمانه بالصدفة إلا أن لها دوراً رئيسياً في حياته، فاختياره ليكون ضمن الشخصيات المشاركة في أغنية ( واكا واكا ) التي أدتها المطربة الكولمبية شاكيرا لمونديال جنوب أفريقيا عام 2010؛ فتح الباب لعلاقة حب أثمرت طفلين، والصدفة أيضاً هي ما جعلت هذين العاشقين يحتفلان بعيد ميلادهما في نفس اليوم؛ وهو الثاني من  فبراير.

غيور لدرجة الجنون أحياناً هي الصفة التي يجهلها معظم عشاق الفتى الكتالوني الوسيم،  هكذا وصفت شاكيرا زوجها الذي منعها من الاستعانة بأي بطل شاب يشاركها تصوير الأغاني  و كرة السلة أو التنس، على الرغم من أن ذلك كان سيشكل مورداً لرزقه في حال فشله في عالم القدم، إلا أنه رفض أن يكون جزءاً من عمل العائلة.

ومع اقتراب الرحلة الكروية من نهايتها يسعى جيرارد ليكون رئيساً للكيان الذي يعشقه؛ نادي برشلونة، ولذلك كانت الدراسة الاختصاصية دعماً لطموحه وحلمه الذي لم يكن له سقف ولا حدود، وهو ما أوصله ليكون قلب برشلونة النابض المدافع عن ألوانها بالدم والروح.      

شارك: