الزهايمر و الخرف بسبب كرة القدم

2020-07-13 18:29
Source
+ الخط -

"الذكريات الرياضية أمر آمل أن أتمكن من استحضاره بعد سنوات من الآن، وآمل أن لا تكون سعادتي بضرب الكرة بالرأس في أيام شبابي سبباً في تعاستي عندما أقترب من نهاية عمري". يعود هذا التصريح لنجم منتخب انكلترا ونيوكاسيل يوناتيد ألان شيرير الذي خرج ليصدم العالم بحقيقة مفادها بأن التسديدات الرأسية التي يقوم بها لاعبو كرة القدم تتسبب لهم بأضرار دماغية بالغة.

الخرف المبكر

سجل آلان شيرار قرابة 260 هدفاً خلال مسيرته الاحترافية، منها ما تقارب نسبته الـ 20% من تصويبات رأسية اشتُهِر بها، لكن قصة لاعب منتخب انكلترا ونادي ويست بروميتش جيف آستيل والذي عُرِف بالملك،  وما تم اكتشافه بعد وفاته عن عمر ناهز 59 بأن الخرف الذي عانى منه لسنوات طوال كان سبباً رئيساً للوداع، وهو ما أكدته دون ابنة جيف التي صرّحت بأن والدها فقد القدرة على تذكر أسماء أحفاده والسؤال الدائم عن زوجته التي توفت قبل 17 عاماً، وقد أكد التقرير الطبي أنّ دماغ آستيل كانت أشبه بدماغ ملاكم تلقى ضربات عليها لمدة سنوات أدت إلى ارتجاجات حادة لم يشعر بها خلال السنوات، وقد أثرت في مراكز الذاكرة، وكانت سبباً رئيساً في موته. أما جون ستايلز ابن الأسطورة نوبي ستايلز المتوج مع الأسود الثلاثة بلقب كأس العالم عام 1966 فيرغب بمنع الناشئين من احتراف الرأسيات كإحدى المهارات التهديفية في كرة القدم، وذلك بعد ما شاهد ما حصل مع والده في نهاية حياته؛ إذ عاش تائهاً عن كل شيء فاقداً للتركيز، وعجز الطب عن التدخل أو إيجاد أي حل.

الزهايمر أيضاً  

يعجز مات تيز أحد نجوم كرة القدم في انكلترا واسكتلندا خلال سبعينيات القرن الماضي والذي عُرِف بلقب قناص الرؤوس عن تذكر العديد من التفاصيل الحياتية، لكنه لا ينسى الأندية التي لعب في صفوفها، ويسأل دائماً عن بعض أصدقائه الذي كانوا يلعبون معه في نفس الفريق إذا ما كان سيمر ليذهبا سوياً إلى التمرين؛ لأن لديهم مباراة مهمة هذا الأسبوع، وهذا نوع من أنواع الزهايمر الذي يسبب الأسى لزوجته التي باتت تخاف على أحفادها في كل مرة يقومون فيها بركل الكرة بالرأس خلال لعبهم في حديقة بيتها خشية أن يصيبهم ما أصاب زوجها.

تأكيد كلّ من الطبيب والمدرب  

تحدث الدكتور ويل ستيوارت الذي شخص وتابع حالة آستيل عن حركة الدماغ داخل السائل الذي يحيط بالجمجمة ومهمته حماية الدماغ من آثار الصدمات؛ إذ أشار إلى الحركة العنيفة للدماغ داخل السائل في كل مرة تصدم بها الكرة في الرأس؛ حيث يؤثّر تكرار هذه الهزات في وظائفه؛ فضربة قوية واحدة كفيلة بحصول ارتجاج كبير من دون أن تكون له أي مؤشرات؛ لأن الخلايا تبدأ بالتأثر داخلياً بشكل يصعب ملاحظته، وأما المدرب كريس نيكول أحد أهم مدربي فرق القواعد في نادي ساوثهامبتون الإنكليزي والذي كان أحد مدربي شيرار، فقد أكد أنه بسبب ضرب الكرة بالرأس تعرضت ذاكرته لضرر كبير، وبات يفقد أجزاءً منها يوماً بعد يوم بشكل تدريجي، ومن أحد الأسباب هو الكرات الرأسية، ولا يظن بأن الأطباء قادرون على فعل شيء الآن بسبب تأخر الوقت.

السينما والصحافة والسيدات

 جسد الممثل الأمريكي دور طبيب التشريح في فيلم (كونكيشن) الذي أُنتج عام 2015، والذي يتحدث عن  المخاطر التي يتعرض لها دماغ لاعب كرة القدم الأمريكية من جراء الصدمات العنيفة لرأس اللاعبين خلال المباريات وبأنها أحد أسباب الوفاة لاحقاً، وذلك بعد معاينته لمجموعة من الحالات للاعبين مارسوا هذه الرياضة؛ إذ كانت هذه الصرخة الأولى لضرورة توخي الحذر واتخاذ تدابير وقائية من شأنها توفير حماية أكثر للمتنافسين، وقد تكرر النقاش عينه مرات عديدة في الصحف البريطانية حول تأثيرات رأسيات كرة القدم على الدماغ البشرية، على الرغم من تأكيد بعضهم أن تلك الدراسات والملاحظات كانت أحد الأسباب الرئيسة لتخفيف الشركات المصنعة للكرات لوزن الكرة، وجعل المواد المستخدمة أقل تأثيراً في رأس اللاعب، وتجدر الاشارة أخيراً بأن لاعبات كرة القدم هنّ الأقل عرضة لتلك المشكلات؛ وذلك لقلة استخدامهن للرأس في أثناء المباريات التي يخضنها.

شارك: